عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة.... أصبح وضع فريق النصر محيراً ومتبايناً ولا يمكن المراهنة والجزم على أي مستوى سيظهر به في أي لقاء مهما كان الفريق المنافس، ففي بداية الموسم بدأ الفريق قوياً في أول لقاء من أمام فريق الفتح وكسبه مستوى ونتيجة، ثم سرعان ما تهاوى وخسر من الاتفاق والخليج، ثم تجاوز القادسية بصعوبة.
بعد ذلك كان تدخل مدرب الفريق قوياً وحاسماً وأبعد العناصر المضرة والسلبية على أداء الفريق واستطاع أن يكسب ثقة الجميع واحترامهم، وظهر الفريق في لقاءين متتاليين بمستوى ولا أروع أمام الوحدة وكسبه بثلاثية على أرضه وعاد ليبدع ويبهر ويتميز أمام البطل الأهلي.
ولكن مع الأسف سرعان ما تهاوى وانحدر المستوى خاصة عندما عاد العنصر المبعد الذي يعتبر اليوم الحلقة الأضعف في الفريق وكاد أن يكون سببا في خسارة الفريق أمام الفيصلي لولا الحظ والحظ فقط فكان سبباً رئيسيا للهدف الأول لفريق الفيصلي وقبل ذلك كاد أن يتسبب بهدف أشبه بالهدية للفيصلي لولا توفيق الله للحارس شيعان وكسب النصر الفيصلي بمستوى لا يمكن ان يقبل به من شاهد المستوى أمام الأهلي، وكان أشبه بالبرهان القاطع ان علة الفريق وعلته الدائمة ذلك اللاعب الذي انتهت صلاحيته الفنية حتى أصبح جميع المدربين للفرق الذي تقابل النصر يوعزون للاعبيهم بغزو المرمى النصراوي عن طريق الجهة اليسرى لإيمانهم بعدم قدرة اللاعب على إيقاف أي هجمة وأصبحت الأهداف في مرمى الاصفر شبه مضمونة بمباركة استمراره.
صدقوني لن يذهب النصر بعيدا في أي لقاء ما لم يبعد هذا اللاعب ويكون هناك إحلال له ولبعض اللاعبين في الفريق والذين لم يعد لديهم ما يقدمونه وأصبحت العملية واضحة ومكشوفة ولا تحتاج أي اجتهاد أو إبداع وكل ما هو مطلوب ان تساعد الإدارة المدرب وتشد على يده في عملية الاحلال وإبعاد العناصر المنتهية فنياً، خاصة أن الفريق وفق في لاعبين محترفين أجانب يمكن صناعة الفارق إذا ما تم مساعدتهم بعناصر محلية متميزة وليست منتهية الصلاحية.
الاتحاد يكشف حال الهلال
كسب فريق الاتحاد الهلال على أرضه وبين جماهيره وبلاعبين قليلي الخبرة وبدون أجانب مميزين بعد غياب العكايشي وإصابة كهرباء ولكن حال الهلال ليس بأفضل مما كان عليه سابقا وأتذكر في معسكره الإعدادي وعندما قابل فريق الخويا القطري ودياً وتجاوزه الهلال بصعوبة ذكرت ان الهلال قد تجحفل ذاتياً وحذرت من وضع دفاع الهلال وأن إلغاء عقد لاعبين في وقت واحد في نفس الخط كان قرارا غير صحيح ناهيك عن الصفقات المحلية غير الجيدة من خلال لاعبين سبق أن رحلوا من الفريق واليوم يعودون من جديد، أما اجانب الهلال المحترفون فالحقيقة خسارة المبالغ التي دفعت ولا زالت تدفع فيهم حتى اللاعب المميز ادواردو لحق بهم وأصبح يلعب من دون نفس وعلى الواقف، وكأن به يبعث برسالة يطلب الرحيل فلم يعد العمود الفقري لفريق الهلال متينا كما كان وافتقر الفريق الى صانع لعب يساعد ويصنع الاهداف للمهاجمين.
اليوم يجب إعادة النظر في اللاعبين وبالذات الأجانب فاستحقاقات الزعيم المحلية والآسيوية تتطلب التغيير والإحلال بلاعبين محترفين وأكثر جدية وقادرين على صناعة الفارق فالاحتراف في كرة القدم أن تقدم وتبدع وتتميز مثلما تحصل على الكثير من المال والشهرة والحب، فمثل ما تأخذ يجب أن تعطي ولكن هذا ما لا يعيه ويدركه الكثير من اللاعبين مع الأسف.
نقاط للتأمل
- مبروك لمنتخب المملكة للشباب على مستواه وأداء لاعبيه وحصوله على وصيف بطل القارة ورغم انه كان الأفضل والأجدر في اللقاء النهائي أمام اليابان الذي كسب النتيجة بضربات الترجيح وهو حق له ولكن لم نشعر بالندم فالفرحة والشعور بمستقبل جيل جديد ومبدع جعلنا أكثر تفاؤلا وأصبح سقف الطموح لدينا أكبر من السابق والآمال قائمة من خلال كوكبة كسبت احترام الجميع بما فيهم المنافسون.
- أتمنى أن تقتدي جميع الأندية بسياسة نادي الاتحاد وتعاملهم الواقعي مع فريقهم الأول من خلال عملية الإحلال وإعطاء الفرصة للوجوه الواعدة من شباب النادي وقد أبلوا بلاء حسناً والكل شاهد ماذا قدمت هذه المواهب في لقاء الفريق الأخير ومن أمام أكبر الأندية وأفضلها الهلال وخبرة لاعبيه العريضة، واليوم المسؤولية مشتركة بين الإدارة والأجهزة الفنية والذين يجب أن يتعاونوا لصقل مواهب الشباب وإعطائهم الفرصة وزرع الثقة فيهم وهم يقابلون فرقا كبيرة مثلما عمل مدرب الاتحاد في آخر لقاء لفريق.
- أقامت إدارة نادي النصر يوم الثلاثاء الماضي حفل تكريم مبسطا للاعبين الستة الشباب الذين عادوا بعد مشاركتهم مع منتخبنا للشباب ومساهمتهم الفعالة في تأهله للعالمية وحصوله على وصافة القارة الآسيوية وهم سامي النجعي - عبدالرحمن الدوسري - خالد الدبيش - زيد البواردي - عبدالإله العمري - راكان الشملان، ولكن التكريم الحقيقي والمتوقع ان يتم اعطاؤهم الفرصة والثقة من خلال الفريق الأول وإحلالهم مكان لاعبين يجب ان يعودوا للمدرج كما كانوا.
- نفى الأستاذ أحمد عيد كل التكهنات والأقاويل والادعاءات واللغط حول طلب اتحاده تمديد الفترة ونفى قطعياً رغبته في الاستمرار وهنا يجب أن نتوقف كثيرا ونوضح عن سبب عدم رغبته في الاستمرار أو الترشيح وقد يعود ذلك بشعور الرجل الوقور والخلوق انه قد طعن وغدر من قبل أعضاء الاتحاد وليس من خارجه وأكثر من أساء له هم الدكتوران اللذان يعتبران الأقرب له ناهيك عن بعض من أعضاء اتحاده الذين كان همهم التسريب والانتقاد، وقد يكون الاتحاد الوحيد الذين لم يكونوا على قلب واحد، وهذا أكبر دليل على فشل الاتحاد وعمله رغم وجود بعض الايجابيات البسيطة والذي لا يمكن ان نغفلها ولكن بصفة عامة لم يكن أحد حتى أكثر المتشائمين يعتقد ان يظهر الاتحاد السعودي لكرة القدم بهذا المظهر والواقع غير الجيد.
خاتمة
يظهر معدن الإنسان في الطريقة التي يصمد بها تحت وطآت المحن.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة من خلال جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.