الدمام - عبير الزهراني:
أكد مختصون في مجال الزراعة بأن قرار وقف زراعة الأعلاف سيسهم بشكل ملموس في المحافظة على الإنتاج الزراعي خصوصاً وأنه راعى صغار المزارعين، بحيث لا يقع عليهم أي تأثيرات سلبية، وإتاحة الفرصة لهم لزراعة القمح وفقاً مساحات محددة.
وقال لـ«الجزيرة» رئيس الجمعية السعودية للعلوم الزراعية إبراهيم محمد عارف: منذ فترة طويلة ونحن كمختصين نطالب بالحفاظ على صغار المزارعين، لأنهم في أمس الحاجة لتوفير دخل مادي لأسرهم وفي نفس الوقت الحفاظ على الإنتاج الزراعي المستدام، وكذلك الحفاظ على الموروث الزراعي للوطن واستنزاف المياه سيكون أقل بحكم المساحات المزروعة.
وأضاف: توجه الدولة اليوم هو الصائب، وهذا توجه عالمي في دعم الزراعة العائلية واستمرار الإنتاج ووهي خطوة في سبيبل المحافظة على التنوع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وفي نفس الوقت توجه وزارة الزراعة في دعم المزارعين والحفاظ على استمرار النشاط الزراعي، منوهاً بضرورة إيجاد آلية لدعم صغار المزارعين في تنويع الإنتاج الزراعي واستغلال الميزة النسبية لكل منطقة، ووزارة البيئة حالياً تحاول إيجاد حلول للحفاظ على الزراعة المحلية وكذلك المياه والاستفادة من المياه المعالجة لبعض المشاريع وكذلك مياه السدود؛ وسيكون لها مردود إيجابي في المستقبل، ويجب التركيز على التقنيات والأفكار الجديدة في مجال الزراعة مثل الزراعة المائية وتربية الأسماك وأي تقنية يمكن الاستفادة منها في هذا المجال.
من جهته قال رئيس جمعية الحبوب والأعلاف حسن الشهري: إن القرار مساند للمزارعين الصغار في زراعة مساحات محدودة من الأعلاف الخضراء (50 هكتاراً) أو زراعه قمح أو التعويض المالي؛ وبالتأكيد أن المزارع متمسك بمهنته ولن يترك الزراعة، ولكن هذا القرار يضع مسؤولية كبيرة جداً على الوزارة في ابتكار واتخاذ أساليب علميه تزيد من رفع الكفاءة الإنتاجية لاستهلاك المياه وإرشاد المزارع وتشجعيه وتحفيزه لإتباع هذه الطرق، وبالتأكد إذا تم توجيه الجهود وبذلها في هذا الاتجاه سنحصل على معادلة الزراعة المستدامة حتى وإن كانت لمحاصيل الأعلاف والقمح؛ فالتقنية المتطورة في أجهزه الري والمعرفة العلمية ستقلل من هدر المياه المستخدمة في الري بنسب جيدة.. وأضاف الشهري: من المهم جداً وضع هدف واضح وخطة عمل يعمل بها المزارع والمسؤول والأكاديمي وستكون النتيجة جيدة بإذن الله.
يذكر أن وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي أعلن الأسبوع الماضي أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وجه خلال دراسة قرار وقف زراعة الأعلاف بمراعاة صغار المزارعين، بحيث لا يقع عليهم أي تأثيرات سلبية، وإتاحة الفرصة لهم لزراعة القمح كأحد خيارات القرار.
وشدد الوزير على أن ضوابط إيقاف زراعة الأعلاف الخضراء وتوفير البدائل المناسبة سيكون لها أثر إيجابي في تعظيم الفائدة وذلك بالاستفادة من الميز النسبية للمحاصيل الزراعية للمناطق والحفاظ على المكتسبات في البنى التحتية للقطاع وهو استمرار لدعم الحكومة الرشيدة للقطاع الزراعي إدراكًا لأهمية هذا القطاع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.