د.عبدالعزيز الجار الله
يأتي انتخاب مجلس إدارة جديد ورئيس جديد لهيئة الصحفيين السعوديين برئاسة الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير، في أصعب الظروف على بلادنا السياسية والاقتصادية والإعلامية والتقنية، ويتطلب من الهيئة الجديدة برئيسها ومجلس إدارتها الجديدين أدواراً لم تكن مطروحة في الفترة السابقة من تأسيسها عام 1422هـ، حين كان التركيز منصباً على إنشاء الهيئة وتسمية الأعضاء وتصنيفهم، فكان الهم العام للهيئة هو الشأن المحلي مثل الحماية والدفاع عن الصحفيين، وإن كان من أولويات عمل الهيئات لكن الظرف اختلف والحال تغير من بداية التأسيس وحتى ما بعد الربيع العربي عام 2010م الذي تغير معه الكثير من الأطالس والخرائط والخطط ليفرض واقعاً جديداً في العمل السياسي والإعلامي ومهنية الهيئات، فما كان محلي أصبح عربياً وإقليمياً ودولياً، وهيئة الصحفيين تقع عليها مسؤولية الانتقال من عمل الاهتمامات الداخلية أي داخل إطار المهنية المحلية إلى مواجهة نظيراتها من هيئات الصحافة الدولية، مثل العديد من الهيئات الرسمية والمؤسسية التي تعمل وثق أنظمة ولوائح المملكة.
ظروفنا الحالية اختلف عما هي عليه بعد ربيع العرب 2010م أصبحنا نواجه تحديات عدة ويتطلب من الهيئة أن تتجاور الأطر الأولي في بناء النظام الأساسي للهيئة وتوسيع قاعدة الأعضاء لأن فكر وثقافة وفلسفة المفهوم الصحفي في بنيته الأولي قد تغيرت بعد ربيع العرب وتحرر الإعلام بفرض صيغة الإعلام الجديد والتطور التقني الذي سرع العمل الإعلامي وغير وسائله.
تغيرات حدثت للمؤسسات الصحفية نقلتها من الاقتصار على النشر الورقي إلى تعدد وسائل النشر الخاص بكل صحيفة، التويتر والموقع والرسائل وبيع الخدمات الإعلامية الشاملة أي عدد من عمل المؤسسات الصحفية، وبهذا المفهوم الشامل للأعمال الصحفية يصبح عمل الهيئة المهني يتسع لجميع شرائح المهن الإعلامية.
الهيئات المحلية لا تعمل بمعزل عن محيطها وبلادنا تواجه حروباً عدة على الأرض وفي فضاء الإنترنت وعلى مستوى الإعلام والصحافة العالمية وهي:
الحرب المعلنة علينا في الحد الجنوبي من الحوثيين والمخلوع علي صالح والدعم الإيراني من ورائهما.
الحرب التي لم تعلنها العراق لكنها تستفز حدودنا الشمالية بتأييد من إيران.
الحرب القانونية القادمة من أميركا على خلفية تفجيرات 11سبتمبر 2001م.
حرب المنظمات الإرهابية التي تستهدف بلادنا بالتفجيرات والتخريب ونشر الفوضى.
جميع هذه الحروب تجعل هيئة الصحفيين أمام مسؤولياتها لتدافع عن هذا الوطن عبر هيئة قوية ذات قاعدة واسعة وصوت مسموع يعمل مع مؤسسات وهيئات الداخل والخارج.