خالد بن حمد المالك
أمامنا في المملكة تحديات كثيرة، ومواجهات قدرنا أن نتصدى لها ببسالة وقوة رغم خطورتها، وهي من صنع الأعداء، وتخطيط الكارهين، ولا يمكن أن ننظر إليها باستخفاف وعدم مبالاة، أو نتعامل معها بأقل مما تتطلبه من استعداد ومواجهة، كما نفعل الآن.
* *
وقدرنا أن نكون في هذا الوضع الذي نمر به، مصحوباً بإرادة قوية، وعزيمة لا تلين، وشعور بأننا أقدر من عدونا في حسم أي موقف معه لصالحنا وهزيمته على الأرض، طالما بقيت الجبهة الداخلية بهذا السقف العالي من التفاهم في موقفها الموحد، وبقيت قواتنا المسلحة وقوات الأمن بهذه الجاهزية العالية.
* *
وعلينا أن نتذكر دائماً بداية عهد تأسيس المملكة بقيادة الملك عبدالعزيز، وملحمة البطولة التي سبقت تحقيق النصر، وتوحيد أجزاء المملكة باسم المملكة العربية السعودية، وتلك الإنجازات العظيمة، والتضحيات الكبيرة التي تمثل الاستحقاق من أجل بلوغ الملك عبدالعزيز ورجالاته أهدافهم في تحقيق وحدة الأرض، ووحدة النفوس، وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع الوطن.
* *
وما نواجهه الآن ليس أصعب من تلك التي مر بها شعب المملكة إبان توحيد الوطن، ولا هو بكل المقاييس في معزل عن استمرارنا في بناء قدراتنا الذاتية في مواجهة أي عدوان يمس وحدة أرضنا وسلامة مواطنينا، أو القفز على ما يمثل عقيدتنا الراسخة في منع أي عدوان ينال منا.
* *
الإرهاب يتمدد على مستوى العالم، ونصيب المملكة منه يمثل حصة لا يمكن التقليل من حجمها وآثارها، غير أن المواجهة الشرسة والاستباقية في الوصول إلى خلايا الإرهابيين، جعلهم أضعف من أن يحققوا أهدافهم، أو يزعزعوا الثقة بقوتنا وقدرتنا على إلحاق الهزائم بهم.
* *
فالصواريخ الإيرانية التي وجّه العدو أحدها إلى أقدس بقاع الدنيا، إلى مكة المكرمة، بأمل إلحاق الضرر بالمسجد الحرام، تم اعتراضه وإسقاطه فلم يصل إلى قبلة المسلمين، فخاب عمل العملاء من الحوثيين وأتباع المخلوع في أن يحققوا أهدافهم.
* *
والإرهابيون -كما يعرف الجميع- يتم من حين لآخر العثور عليهم في السراديب المظلمة قبل أن يقوموا بعملياتهم الإرهابية، وما زال رجال الأمن يطاردون من يختبئ منهم في كهوفهم وأينما كانوا، لينالوا ما يستحقون من عقاب، أي أنهم تحت السيطرة والمراقبة الدائمة، ولن يحصدوا من أفعالهم إلا الخزي والعار وبئس المصير.
* *
وهكذا هو شعب المملكة بعسكرييه ومدنييه، يد تحمل السلاح وأخرى تواصل البناء، ما حرك كوامن الحقد لدى إيران وعملائها في المنطقة، بينما بقيت المملكة على أهبة الاستعداد لكل الاحتمالات، موعودة دائماً - إن شاء الله - بالنصر المبين.