جاسر عبدالعزيز الجاسر
أكد الخليفة المزعوم، خليفة الإرهابيين المنضوي تحت تنظيم داعش الإرهابي تبعية هذا التنظيم الإجرامي لنظام ملالي إيران، فالذين استمعوا إلى التسجيل الذي بُثَّ لهذا الأفاك والذي أذاعه أنصاره من المنهزمين في معركة الموصل تركّز على مهاجمة المملكة العربية السعودية وتركيا، فيما لم يشر لا من قريب أو بعيد إلى النظام الحاكم في إيران، ومع أن تنظيم داعش الإرهابي ومن يناصرونه يدّعون ويزعمون دفاعهم عن الإسلام والمسلمين، فإن خليفتهم المزعوم أسقط أي كلام، ولم يشر إلى ما ارتكبه قرامطة العصر الحديث صنيعة ملالي إيران، انقلابيو اليمن من تحالف الشر الذي يجمع الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، فالخليفة المدّعي خريج مدرسة المجرم نوري المالكي الذي أُعد في سجن أبو غريب لقيادة فلول الشر والإجرام لتهيئة السبل والأسباب لاحتلال المحافظات العربية السنية في غرب وشمال العراق وبادية الشام، تجاهل صواريخ الشر والإجرام الإيرانية التي تُطلق على الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية، وبالذات على مكة المكرمة.
خطاب البغدادي الذي حَفَلَ بعبارات التحريض والاستعداء على أهم دولتين إسلاميتين المملكة العربية السعودية وتركيا، وتجنّب ذكر نظام ملالي إيران، يؤكد التبعية المطلقة لهذا التنظيم الإرهابي المجرم وبلسان خليفته المزعوم، وتنظيم داعش الذي هو امتداد للتنظيم الأم "تنظيم القاعدة" يسير على منواله ويلتزم بما قاله المعتوه الآخر "الظواهري" الذي أقرَّ وبخطب عديدة بأنهم لا يمكن أن يستهدفوا إيران في ظل حكم الملالي، وأنهم لا يتعرضون لمصالح من يتعامل مع نظام ولاية الفقيه، وقد كرر ذلك في أكثر من مناسبة، وفعلاً التزم أعضاء وعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي ولم يعرف أن هذا التنظيم قام ورغم تعدد أذرعته الإرهابية باستهداف النظام الإيراني وولاياته سواء في سوريا أو العراق أو لبنان.
وقد التزم تنظيم داعش الإرهابي بهذا الخط، فبالرغم من تواجد تنظيم داعش في مناطق قريبة من الحدود الإيرانية فإنه لم يحاول أن ينفذ ولا عملية واحدة في الأراضي الإيرانية واقتصرت عملياته الإرهابية الإجرامية على الدول العربية الأكثر التزاماً بالشريعة الإسلامية وأحكامها، منفذاً بدقة ما رُسم له من أهداف، ومُطبقاً ما يُطلب منه لترجمة أجندات من إنشائه.. وطلب البغدادي وتحريضه للذين انخدعوا بادعاءاته باستهداف المملكة العربية السعودية وتركيا، هو استمرار لعمالته ويكشف المدى الكبير الذي وصل إليه هذا التنظيم الإرهابي في خدمة أعداء الإسلام والمسلمين، وخطاب الخليفة المزعوم الأخير وحده كافٍ لرفع الغشاوة عن عقول من انساقوا بلا تفكير وراء ادعاءات هؤلاء المضللين، أفلا يكفي تجاهله لاستهداف مكة المكرمة، وعدم ذكر عدوان الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع الذين يخدمون ملالي إيران، ألا يكفي هذا لمعرفة نوايا هذا الخليفة المزعوم ومن يتبعه والذي جلب البلاء للمسلمين، وبالذات من أبناء العرب السنّة في العراق وسوريا.
خطاب خليفة الإرهابيين الورقة الأخيرة التي نزعت حتى يظهر عارياً تماماً، ولعلها تكون كافية لرفع الغمامة عن المخدوعين الذين خدعوا بادعاءاته وأنصاره الذين مثَّلوا رأس حربة أعداء الإسلام في إيذاء المسلمين ومساعدة أعدائهم في تحقيق أطماعهم وفق أجندات مرسومة بدقة حوّلها الداعشيون إلى مآسٍ يدفع ثمنها المسلمون الحقيقيون في كل مكان.