مها محمد الشريف
صدرت إيران الطائفية إلى العالم ولم تستثن منه الرياضة، ترفع الشعارات في المحافل الدولية، تخفي مبلغ اختلافها الداخلي والعجز الذي تعانيه مؤسساتها وتظهر الطائفية.تريد فرض مفهومها على الأمة، هي في الحقيقة ظاهرة تنبئ بنهاية هذا النظام العاجز.
مرض الطائفية الذي تخبئه عباءة ملالي إيران هو ما يحدث في الحروب على الهوية سواءً في الحرب الأهلية اللبنانية أو في ما تلى ذلك أو ما حدث في العراق ما يحدث في سوريا ما يحدث في أماكن كثيرة من العالم الإسلامي، يمثل هذا فعالية بشرية تنذر بأنه من الظواهر المرضية الخطيرة التي تحتاج إلى علاجٍ عاجلٍ يذكر الناس بالمشتركات والمصالح الإنسانية وبما ائتلفوا عليه ضد الفساد السياسي والديني لا بما اختلفوا عليه، ويعمل على إعادة وحدة الأمة ولم شملها من جديد.
لم أكد أقرأ خبرا رياضيا عالميا، وألاحظ شعارات طائفية دون رقابة أو محاسبة، فقد أظهرت العقوبات التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على إيران، مدى إصرار النظام الطائفي فيها، على تصدير شعاراته وثورته إلى كل الميادين، بما في ذلك المجال الرياضي.
وفي متابعة مستمرة للفيفا فرضت عقوبات على إيران بسبب شعارات طائفية في المباراة الأخيرة لمنتخبها ضمن تصفيات كأس العالم.
في بيان له "تم تغريم الاتحاد الإيراني بمبلغ 45 ألف فرنك سويسري بسبب عدد من الشعارات الدينية أثناء إحدى مباريات كأس العالم". نقلا عن سكاي نيوز عربية.
أما ثمن مثل هذا القرار و العقوبات التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم على إيران يؤكد حقيقة النهج الذي تسلكه ثورة الملالي في كل الميادين وعلى كافة المستويات وتوسيع رقعة النزاع، القائم على تأجيج نيران الطائفية المذهبية ورفع الشعارات من أجل تنفيذ مشروع هذا النظام الوراثي الملالي في المنطقة.
وليس الأمر ناجماً فقط عن أخلاقية أو شرعية وإنما مفهوم للطائفية تريد إيران فرضه على العالم وتطبيقه، لأن الأمر يشوبه تقسيم للأمة واستمرار لمسلسل العنف والتدخلات في شؤون الدول المجاورة.
وقال الدكتور طه العلواني في التعدد الديني ومستوياته: "أنا أعتقد أن أجهزة الإعلام والتعليم والمسجد وكل قنوات التوجيه العام يجب أن تجند بأقصى سرعة ممكنة لإعادة بناء الإحساس بالانتماء إلى الأمة، الإحساس بالانتماء إلى الجسم الكبير وإشاعة ثقافة المشتركات وإعلائها على ثقافة المختلفات".
إن القضية الكبرى تكمن في اقناع إيران للغرب وبالتحديد أمريكا أو يخيفوها ويخيفوا الغرب من بعدها، بأن أمن هذا النظام وتركه يعيث بأرض الشام فساداً مرهونٌ به أمن إسرائيل، وإذا أريد أن يحافظ على أمن إسرائيل فليحافظ على أمن هذا النظام الوراثي.
هو من قبيل الانحدار إلى الفوضى كما وقع في العصور السابقة التي قامت على إثرها الحروب الدينية، تنهار فيها كل القيود والاعتبارات.