د. ناهد باشطح
فاصلة:
"ينبغي أن نتعلّم من الحياة كيف نتحمّل الحياة"
- حكمة فرنسية -
سنظل نتعلّم في هذه الحياة حتى تنتهي رسالتنا فيها، فالحياة فلسفة عميقة وسرها في بساطتها التي لا يمكن فهمها بسهولة.
لفت نظري تقرير نشره موقع (ساسة بوست sas post) عن ثمانية مفاهيم عن الحياة صادمة لكن من الضروري التعامل معها، ووجدت معظمها بالفعل صادم وأحيانًا يؤثر على سلامنا الداخلي وتعاملنا مع الناس في هذه الحياة.
على سبيل المثال مفهوم مثل (ليس الجميع مشغولاً..ولكنّ المسألة ترتيب أولويات).
هذا المفهوم يتعلق بمكانتنا لدى الآخرين خاصة لو كنا في أزمة ونحتاج أصدقائنا ونفاجأ بغيابهم، العادة أننا نتلمس لهم الأعذار بينما النصيحة التي يقدمها الموقع أنه إذا ما شعرت أن هناك من يتجاهلك لأكثر من مرة فهو - على الأغلب - اختار ألا يتواصل معك، فتوقَّف عن منح الأعذار لهم، وأبحث عمّن يريد التواصل بالفعل.
نعم حينما تتوقف عن انتظارهم فهناك بعض الأمل أن يعودوا أما إذا انتظرت وتعلقت بالأمل فسيقتل التعلق مشاعرك الجميلة وسيحيي القلق أفكارك السلبية تجاههم.
أما المفهوم الثاني الصادم فهم أن (الأغلبية يكونون أنانيين بعض الشيء).
الحقيقة أن بعضنا تبرمج على أن يضع مصلحة الناس قبل مصلحته كجزء من التربية المثالية، إلا أن الواقع يقول إن الناس يزنون العلاقة بمقدار تحقيقها لمصالحهم المادية وحتى المعنوية، هذا لا يجعلنا نحزن أو نغضب، بل يعلمنا أن نكتسب قول مهارة لا لأي طلب لا نريد تلبيته دون إحساس بتأنيب الضمير أو الندم، ليس مهمًا أن تحصد محبة الناس بثمن متعب بقدر ما يمكنك تحقيق احترامهم لك، وهو في الحياة يكفي.
المفهوم الثالث (أنت واحد من 7 مليارات إِنسان) هذا يعني أن تتفاهم مع (الايجو) أي اعتزازك بنفسك وتدرك أن العالم لن يلتفت اليك ما لم تسوق نفسك، وعليه فإن مفهومك للغرور سيكتسب معنى آخر غير ما تبرمجت عليه في حياتك، وعليك أن تتحدث عن نفسك بما تملك من قدرات ومهارات.
قد تبدو هذه المفاهيم سهلة ومعروفة لكنني أظن أن أهميتها تكمن في أن معظمنا لا يتوقف ليفهم فهو في ركض دائم لتحقيق أهدافه، أو في إنزواء مع أفكاره القديمة.
الحياة تحتاج إلى تجدد في أفكارنا لنستطيع فهمها.