فهد بن جليد
اليوم هو بداية (الأسبوع الميت) الذي يعقب الاختبارات الشهرية، ويسبق إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول، وأيامه اشتهرت بزيادة نسبة الغياب فيها بين الطلاب والطالبات (بدون عذر)، ولا أعرف هل المسؤولية تقع على الأهل؟ أم على وزارة التعليم التي كان بإمكانها معالجة الوضع، والقضاء على هذه الظاهرة؟ بتأخير (الاختبارات الشهرية) لتنتهي خلال هذا الأسبوع (لمنحه أهمية) وجعل حضوره ضروري، وهو ما ينعكس على هيبة المدرسة واحترامها؟!.
كلنا أمل أن ينتظم الطلاب والطالبات على مقاعد الدراسة - كالمعتاد - حتى نهاية دوام يوم الخميس المقبل، ولكن التجارب السابقة تقول: مهما تماسك الحضور في الأيام الأولى من (الأسبوع الميت) فلن يصمد حتى نهايته، حتى باتت هذه ثقافة تؤكدها نسبة حجوزات الطيران المغادرة، وأسعار الفنادق والشقق في المناطق السياحية، التي تبدأ أسعارها الجديدة مع بداية هذا الأسبوع، رغم أن الإجازة تبدأ الأحد المقبل!.
الغياب (شبه الجماعي) للطلاب والطالبات خلال هذا الأسبوع، وغيره (3 أسابيع ميتة مُقبلة) أخرى طوال السنة الدراسية يشكل كارثة تعليمية، يجب البحث عن حلول جذرية لها، فقد تحولت هذه الأيام إلى ما يشبه (العُرف) الذي تم التوافق حول غيابها في كل سنة دراسية، وكأنها حق مكتسب للطالب، مما أثر على الطلاب المنتظمين في الحضور والمجتهدين، وربما أحرج أولياء أمورهم وأظهرهم بمظهر (المُتشددين) في مسألة الحضور، والمخالفين للإجماع على الغياب؟!.
قبول الأب بغياب ابنه، وعدم ذهابه للمدرسة، ليبقى في المنزل على الأقل، بدلاً من أن يقضي الوقت المخصص للدراسة في الشوارع أو المقاهي مع شباب آخرين، ويتعلم سلوكيات خاطئة، خصوصاً مع ضعف إجراءات العقاب المدرسية لمحاسبة كل من يغيب، فيما تحمل المدرسة الأب المسؤولية كاملة، كونها مسؤولة الطالب عند حضوره فقط؟!.
برأيي أن الكرة في ملعب وزارة التعليم التي فرطت في هذه الأيام الدراسية من الأصل، وجعلتنا أمام 4 أسابيع (ميتة) منتصف ونهاية كل فصل دراسي، وهي المسؤولة عن إعادة الحياة لها من جديد، قبل أن تصيب (حمى الغياب) أيام أخرى بعد العودة للدراسة، وانتهاء كل إجازة؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.