السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اطلعت على مقال رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك بعنوان العلاقة السعودية - الإيرانية هل من فرصةٍ للتلاقي والوفاق؟؟!! عدد الجزيرة ليوم الأحد الموافق 16-10-2016 العدد (16089) وفيه يقول هناك من يتساءل: لماذا كل هذا التوتر بين المملكة وإيران؟ ومتى يعود الجانبان إلى طاولة المباحثات والحوار لإعادة العلاقات ولو إلى ماكانت عليه قبل أن يؤول نظام الحكم إلى ملالي إيران؟ ويزيد البعض إلى ذلك بأن المملكة لديها القدرة على إقناع إيران ببناء علاقات متوازنة معها.
وهنا أحب أن أجيب على هذا التساؤل بشيء من التواضع؛ ذلك لأنني لست كاتباً سياسياً؛ فلو نظرنا إلى تاريخ إيران السياسي القديم لوجدنا هؤلاء الملالي امتداد خبيث لتلك الحقبة القديمة من الزمن لن أتحدث عنها بالطبع، فهذا موضوع شائك وطويل، لكن دعونا نتحدث عن حقبة الشاه الطيب الذكر ولو أنه لاينقص خبثاً عن هؤلاء الخبثاء الملالي؛ فالشاه مثلاً كان يتصنع بلغة الحوار والتفاهم، وهذا ما فهمه المسؤولون في ذلك الوقت والدليل هو القضاء على كل ما هو عربي، ومناوشة العراق والاختلاف معها على شط العرب ومناوشة البحرين واحتلاله للجزر العربية التابعة لدولة الإمارات واتخاذ سياسة النفاق تجاه الدول العربية، وتحديدا ًدول مجلس التعاون الخليجي.
لن أطيل في الحديث عن الشاه وأحلامه التوسعية واحتقاره للعرب واضطهاده لهم في الأحواز والعمل على محو هويتهم العربية.
والملالي الخبثاء هم امتداد لتلك السياسة البغيضة، لكنهم زادوها بتزعم دول العالم بالإرهاب وتصدير ثورتهم الكريهة لكافة دول العالم وتحديدا ً الدول العربية في العراق وسوريا والبحرين ولبنان واليمن بالإضافة إلى استمرارهم بالمناوشة مع دول أخرى.
إن الغطرسة التي ينتهجها الملالي في إيران لاتمكنهم من القيام بلغة الحوار والتفاهم مع الدول المتحضرة ولايفهمون إلا لغة الإزعاج والتعالي والغرور والتسلط، فكم من بناءٍ دمروه وكم من شخص من شعوبهم قتلوه واعتقلوه وجوعوه، وكم من مبالغ طيروها خارج بلادهم بالصرف على خلايا الإرهاب التي دمرت وقتلت عدداً كبيراً من شعوب العالم! انظروا إلى العراق وما يجري فيه، وإلى سوريا ولبنان واليمن ودول إفريقيا وتدخل الملالي السافر في الفلبين ودول الاتحاد السوفيتي سابقاً، واستقدام الطلاب من كافة دول العالم الإسلامي لأدلجتهم.
وانظروا بالتحديد إلى الشعب الإيراني المظلوم والمقهور والذي يرى خيرات بلاده توزع على القتل والإرهاب في دول العالم!!
كيف تستطيع المملكة التفاهم مع هكذا مغفلين، وهم يحاولون بشتى السبل زعزعة الأمن والاستقرار في الحج وكيف يتم التفاهم مع هكذا غوغائيين يكيلون لبلادنا التهم عبر وسائل إعلامهم المريضة والإعلام المستأجر والكتاب والصحفيين المستأجرين، والأهم من هذا كله كيف يكون التفاهم مع هؤلاء الإرهابيين الذين هدفهم الأول والأخير زعزعة أمن واستقرار بلدان العالم وبالتحديد جيرانهم من الدول العربية؟؟
كيف يتم التفاهم مع هؤلاء الذين عقولهم قبل أيديهم ملطخة بالدماء؟ كيف يتم التفاهم مع من أهدافهم الإستراتيجية في دعم أذرعها القتالية الخارجية تحت حلم تقويض قوة الخصوم واستنزافهم!! كيف يتم التفاهم مع هؤلاء الذين لهم أطماع توسعية في كل بلدان العرب ولديها رغبة كبيرة في السيطرة على كل من جاورها وهي الآن تعمل على الاستحواذ على سيادة بلدان الجوار واستقلالها؟ ناهيك عن عملهم المستمر إلى السعي بكل الطرق إلى تقويض أمننا واستقرارنا الأمر الذي يجعل علاقتنا معهم في الحضيض، والشواهد على ذلك كثيرة لاسيما في الحج وغيره، وكذا تبني عدة خلايا لها دور كبير في زعزعة الأمن والتفجير، وأخيراً وليس آخراً كيف يتم التحاور والتفاهم مع من هذه أعمالهم الإرهابية في دول العالم؟؟
فأولى تلك العمليات بعد قيام ثورتهم اقتحموا السفارة الأمريكية في طهران واعتقلوا 90 شخصا ولمدة444 يوما.
1980 مع بداية الحرب بين إيران والعراق جرى تأسيس فيلق القدس كفرع من الحرس الثوري مسؤول مباشرة لسلطة المرشد الحاكم الفعلي للبلاد. 1982 إبان الحرب بين العراق وإيران جندت إيران عناصر من الحزبين الكرديين العراقيين ليحاربوا معها، 1983 مقتل 52 أمريكياً ولبنانياً عندما انفجرت شاحنة أمام السفارة الأمريكية في بيروت، 1983 هجومان انتحاريان على قاعدتين أمريكيتين في بيروت 1985 إختطاف طائرة ركاب مدنية من نوع بوينج أمريكية والمجال هنا لايسمح لسرد تلك العمليات الإرهابية بيد أنني في النهاية أتساءل: لماذايتدخل الإيرانيون في شؤوننا ويتحدثون بقلة أدب عن الحرمين ولم يتحدثوا يوماً واحداً عن المسجد الأقصى؟
الإجابة هنا تطول، وتحتاج إلى مقال خاص ربما أتحدث عنه مستقبلاً إن شاء الله.. والسلام عليكم.
- د. صالح بن عبدالله الحمد
d.salehalhamad.hotmail.com