أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة (ذات العدد رقم 16084) بعنوان (انطلاق برنامج المدارس المعززة للسلوك الإيجابي في عدد من مدارس الرياض). حيث ذكر أن الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض اعتمدت تنفيذ مشروع المدارس المعززة للسلوك الإيجابي خلال الدراسي (37 - 38هـ) وذكر هذا المشروع يأتي في إطار خطة برامج إدارة التوجيه والإرشاد الهادفة إلى دعم وتنمية السلوك الإيجابي في البيئة محفزة وبرامج إرشادية تستخدم أساليب علمية تحقق التوافق النفسي والاجتماعي والتربوي للطالب... الخ.
وأنه تم اختيار العناصر المنفذة للمشروع المدرسة - القائد - المرشد الطلابي، وأنه تم بنجاح إقامة الدورة التدريبية للبرنامج بمشاركة مشرف التوجيه والإرشاد وقادة المدارس والمرشدين الطلابيين.
أولاً: أقول إن الإدارة العامة للتربية والتعليم تشكر على إقامة وانطلاق مثل هذه البرامج التربوية تجاه ابنائنا الطلاب، وحبذا لو أن مثل هذه البرامج تشمل الطالبات أيضاً ليأخذن نصيبهن في مثل هذه البرامج لأن لدى البعض منهن سلوك سلبي يحتاج إلى تقويم وإرشاد وإصلاح لاسيما أن إدارة الإشراف والتوجيه والإرشاد واحدة على حسب علمي.
ثانياً: الفريق المشكل لرعاية وإنما السلوك وخفض السلوك السلبي لم يتضمن هذا الفريق (الأخصائي الاجتماعي) وحل محله (المرشد الطلابي) الذي قد يكون لم يدرس الخدمة الاجتماعية المدرسية وعلومها - والتي تصب في هذه المهنة علم نفس - علم اجتماع - إحصاء... إلخ، فهو إما مدرس مواد له باع طويل في التدريس وتم تكليفه بهذه المهمة (مرشد طلابي) الذي قد يكون بعيدا عن دراسة السلوك السلبي والمشاكل التي قد تطرأ أو تصدر من الطلاب ومن ثم تشخيص هذا السلوك بعد دراسة حالة الطلاب من جميع النواحي - الذاتية - الأسرة - البيئة - الجيرة - النواحي الاقتصادية... الخ.
ومن ثم وضع خطة العلاج ومتابعتها، لكن قد يقول قائل إنه لا يوجد (اخصائي اجتماعي مدرسي) فهذه فرصة ومدعاة إلى المطالبة بمثل هذه الوظيفة الأساسية وخاصة في المرحلة المتوسطة - والثانوية.
لأنه كيف نضع برامج وخطط مثل هذا البرنامج يختص بتنمية السلوك الإيجابي والتربوي وحل بعض السلوك السلبي ومشاكل بعض الطلاب التي تحصل يومياً في الوسط المدرسي بين الطلاب بعضهم البعض أو من طالب تجاه معلميه أو مدرسيه أو تجاه قائد المدرسة... إلخ؛ لذا فأنا أكتب هذه المقالة من تجربة وواقع ميداني امتد أكثر من ثلاثين سنة في التعامل مع الأحداث الصغار الذين هم في سن المدرسة المتوسطة والثانوية أنه لا يمكن حل مشاكل مثل هؤلاء الطلاب إلا بدراسة حالاتهم ووضع الخطط العلاجية لهذه المشاكل ومتابعة أحوالهم أما التنظير والنصح والإرشاد، وأخذ إقرار وتعهد لا تجدي لأن الموقف والمشكلة يظل كما هو، وقد يزداد سوءا وحقدا؛ لذا أنا أقول إن أي برنامج أو مشروع تربوي لابد أن يكون الأخصائي الاجتماعي هو العمود الفقري في هذه البرامج.. والله من وراء القصد.
مندل القباع - خبير اجتماعي