محمد بن علي الشهري
كمجتمع رياضي، يحق لنا باستثناء (كتلة عيد) أن نتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة نهاية أسوأ مرحلة مرت بالكرة السعودية، وعدم التمديد لأبطالها رغم الجهود المضنية التي بُذلت من لدن الكتلة إياها في سبيل فرض التمديد، ولا داعي لاستعراض مبررات المطالبة بالتمديد، ولا حتى دواعيها وأغراضها فهي معلومة سلفاً للجميع؟!.
كلمة (ولكن) الواردة في العنوان أعني بها: أن اكتمال الفرحة لن يتحقق بمجرد زوال ذلك (الكابوس) إن لم يعقبه حالة وعي شاملة قادرة على استيعاب العِبر، وبالتالي فرز الأضرار والسلبيات التي أوصلت الأوضاع إلى ما وصلت إليه خلال الفترة السابقة.. بمعنى: أنه ليس من المعقول ولا المقبول أن نودّع مرحلة فاشلة، ونستقبل أخرى تماثلها في التركيبة، وفي الشكل والمضمون (وكأنك يابو زيد ما غزيت)، إِذْ إن التركيز والاهتمام فقط بقشور المظهر الانتخابي على حساب الأغراض والأهداف العليا، سيبقينا في نفس الدائرة من الفشل التراكمي؟!.
لا جدال في أننا نحن الذين أفشلنا تجربتنا الانتخابية الماضية منذ البداية سواء بقصد أو بدون قصد.. ذلك أننا وجّهنا اهتمامنا بالكامل صوب شخص (الرئيس) ومن معه، في حين أهملنا الطرف الموازي له في المعادلة من حيث الأهمية لكيلا تُترك (الدرعا ترعى) دون حسيب أو رقيب المتمثل بـ (الجمعية العمومية) التي ظلت عبارة عن (اسم بلا مسمّى)، يعني (ديكور) على مدى أربع سنوات، بعد أن تم شَلّ حركتها تماماً، فكان ما كان، حتى كَرِهنا كل شيء يذكرنا بالانتخابات؟!.
بالمناسبة: لدى أهل مصر مثل يقول: (اللي يتلسع من الشربة ينفخ في الزبادي)، وعند أهلنا في الجنوب مثل مطابق له تماماً من حيث المضمون يقول: (اللي لدغته الحيّة تفجعه الطُفيْة) والطُفيْة هي سعفة النخل، واعتقد أن المعنى واضح، ولا يحتاج إلى تفسير.
بطبيعة الحال ليس بمقدورنا استقطاب كوادر من كوكب آخر للقيام بمهام إدارة شؤوننا الكروية (مثل العالم والناس)، كما لا يمكن أن يتصدّى لهكذا مهمات، إلاّ من هم من مخرجات الوسط الرياضي الذين لا بُدَّ أن يكون لكل واحد منهم ميوله الخاصة، وهذا من حقه، كما أن من حقه الترشح إذا توافرت فيه الشروط المطلوبة، ولا ضير في ذلك، حتى لو أنه كان يرأس رابطة مشجعي فريقه، شريطة أن يكون الطرف الآخر من المعادلة (الجمعية العمومية) حاضرة بكامل هيئتها وهيبتها وصلاحياتها، وخالية من (عكوز بكوز) وأعوانه؟!.
الخلاصة: إن هي بقيت معضلتنا إدارية بحتة، بين إدارة مغادرة، وأخرى قادمة، ولم نستطع حلّ هذه المعضلة بما يضمن تلافي أسباب الفشل والكوارث المتوارثة، فإننا لا نستحق أن يكون لدينا كرة نراهن عليها، ونباهي بها، ولن يكون.
على طاري المعضلات الإدارية
بحثت كثيراً علّي أجد ما يبرر إصرار الإدارة الهلالية على التمسك بالخلوق (فهد المفرج) في منصبه الحسّاس، وعدم اقتناعها بمجرد التفكير في استبداله، وكأن الكفاءات والقدرات قد انقرضت في الهلال، فلم أجد، إلاّ إذا كانت المسألة عناد فقط فذاك شيء آخر؟!.
هذا على الرغم من أن التغيير وتجديد الدماء على كافة المستويات وفي كافة المجالات، هي من الضرورات التي لا مناص منها في سبيل البحث عن مكامن النجاح، وإلاّ لماذا يتم استبدال المدرب والرئيس ونائب الرئيس وحتى مدير الكرة، على غرار التكليفات الأخيرة للكابتن (طارق كيال) سواء على صعيد ناديه أو على صعيد المنتخب، وما تحقق على إثرها من نجاحات باهرة؟!.
الأصوات الجماهيرية والإعلامية التي تنادي وتطالب باستبدال (المفرج) بكفاءة أخرى، ليس لأن بينها وبينه (ثأراً)، أو أنها طالبت بأمر مُستنكر بقدر ما هي الحاجة من وجهة نظرها إلى منح الفرصة لشخص آخر ربما يكون أكثر توفيقاً.
قد يفعلها (فهد) ويستقيل، أو قد تفعلها الإدارة وتستبدله تمشياً مع سنّة الحياة، ولكن الخشية أن يَتمَّ ذلك بعد (خراب مالطة)؟!.