د. فاطمة العتيبي
يسير ولي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان خلف حلمه الكبير وهو تحقيق نهضة اقتصادية ومعرفية واجتماعية بعيداً عن النفط، مبتدئاً بتوطين الصناعات الثقيلة باعتبارها المفتاح الذهبي للتنمية المستدامة.. حلم قد أبدى البعض دهشتهم حوله وطرحوا أسئلة جديرة بالنظر:
- هل نملك مقومات الدولة الصناعية، هل نملك الكفاءات الفنية القادرة على توطين الصناعة كم ستتطلب هذه الصناعات من الوقت حتى تتحول إلى اقتصاد نوعي يزيد من إيرادات الدولة الأولوية في الصناعات هل هي للغذاء والدواء أم للسلاح؟.. الإجابة على كل هذه الأسئلة موجودة في تجربة مهاتيرمحمد الذي صنع نهضة ماليزيا معتمدا على «سياسة الصناعات الثقيلة» حين أسس HICOM، وهي شركة تملكها وتديرها الحكومة، للاستثمار في التنمية الطويلة الأجل لقطاعات الصناعات التحويلية مثل صناعة السيارات الأصلية وغيرها. ويظهر أن ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان جاد في تحقيق حلمه الكبير الذي ظهرت تفاصيله في رؤية 2030 فقد تباحث يوم أمس الأول مع رئيس مجلس إدارة شركة ريثيون بهدف التعاون لتوطين الصناعات العسكرية.
علينا جميعا أن نؤمن بالنهضة المنتظرة فلم يكن أمام الماليزيين في مطلع الثمانينيات وتحديدا عام 1981 إلا أن يصدقوا مهاتير محمد حين وعدهم بنهضة تخرجهم من أزمتهم وتستلهم من اليابان جوهرها والتي تتمثل في استراتيجية إنتاج سلع جيدة بأسعار زهيدة زاحمت المنتجات الأوربية والأمريكية ذات الأسعار المرتفعة، بل وتفوقت عليها وتحققت لها السيطرة على أسواق آسيا وإفريقيا، اليوم وفي ظل أجراس أسعار النفط التي تقرع فوق رؤوسنا وحول جيوبنا لامناص من الالتفاف حول حلم النهضة الكبير ولنغمض أعيننا كل صباح لخمس دقائق فقط لنتأمل ما سنكونه بعد 15 أو 20 سنة لربما تجاوزنا ماليزيا وسنغافورة واليابان ولكل مجتهد نصيب.
فلنكن جميعا مع رؤية 2030 ولنؤمن بالأحلام التي تأتي على لسان رجل متحمس واسمه محمد لنعمل معه من أجل الغد. نحن الآن أفضل وضعا من ماليزيا حين بدأت صناعاتها التنموية، بالإيمان والتقدير لأبناء الوطن ومد الجسور مع الأصدقاء والاطلاع والاستفادة من التجارب المماثلة تجعلنا نبدأ الطريق. دون أن نغفل عن معنى المواطنة الحقة التي تتبدى في المشاركة والصدق في القول (الإشارة لمواضع الخطأ في وسائل التعبير المتاحة) وفي العمل (بذل كل جهد وخبرة وحماس في ميادين العمل)، والبعد عن تضليل المسؤول في البيانات والمعلومات والنتائج ومقابلة كل ذلك من قبل الحكومة بالاستجابة والتغيير والتعديل في المسارات كلما لزم الأمر. سدد الله الجهود.