«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
لا يختلف اثنان على أهمية اللعب للأطفال، ومن أجل هذا تسعى مختلف دول العالم على توفير الألعاب التي توفر للأطفال كل ما يشبع رغباتهم في اللعب والترفيه، سواء أكان في المراحل الأولى من حضانة ورياض الأطفال أو حتى في المدارس الابتدائية والإعدادية، كذلك تقوم بتوفير أنواع متعددة من الألعاب وتضعها في الحدائق والمنتزهات والساحات، إيماناً منها بأنه نواة المستقبل والشعلة المضيئة في كل أسرة، وأنه عماد المستقبل مع أقرانه لكل وطن في هذا العالم الواسع، وأطفالنا أكبادنا التي تمشي على الأرض هم أيضاً لا يختلفون عن الأطفال في الدول الأخرى فوفرت الكثير من الألعاب في مراجل الدراسة الأولى، ويعتبر الخبراء والمتخصصون في تربية الأطفال بأنّ اللعب وسيلة تربوية هامة تساعد على تنمية ذكاء وفطنة الطفل، وحثه على الاكتشاف والمعرفة المبكرة إضافة إلى الترفيه عنه وإدخال السرور عليه، كذلك فتحت الأبواب واسعة لكل المستوردين من التجار الذين يقومون باستيراد مختلف أنواع الألعاب، وباتت بالتالي بلادنا سوقاً مفتوحة لكل ما هب ودب من المنتجات التي تقع تحت مسمّى ألعاب الأطفال، وفي أسواقنا توجد محلات متخصصة في بيع ألعاب الأطفال، بل حتى مراكزنا التموينية والبقالات توجد فيها أنواع مختلفة من ألعاب الأطفال، ومن هنا فألعاب الأطفال متوفرة وهي في متناول الجميع، وحال دخول الأب أو الأم لأحد المراكز التجارية الكبيرة أو حتى الأسواق التي تبيع كل شيء نجد تراكض الأطفال في اتجاه أقسام الألعاب، فنجد بعضهم لا يخرج من السوق أو حتى مركز التموين إلا وفي يده لعبة أو أكثر، كل ما أشرنا إليه لا يختلف عليه اثنان فاللعب ومنذ بداية حبو الطفل وتعلمه الحركة يشكل لديه جزءاً هاماً من نشاطه الحياتي، لكن يبقى أمام والديه دور هام وفاعل في أن يختار له اللعبة المناسبة والصحية والبعيدة عن خدشه أو جرحه أو التسبب في أخطار لا يحب عقباها، فهناك أنواع مختلفة من الألعاب ذات طبيعة خطرة إذا استخدمها الطفل بعيداً عن الرقابة والاهتمام من قِبل الأهل، أو حتى المربية أو الخادمة أو المشرفة في الروضة، فالأخطار مع وجود الألعاب تشكل خطراً عليه وعلى صحته وحياته وتسجل أقسام الطوارئ في المستشفيات في بلادنا وغير بلادنا يومياً وصول حالات اختناق أو إصابات أو بتر لجزء من أصابعهم نتيجة لتعرضهم لخطر إحدى الألعاب، فبعض الألعاب التي لا يحسن اختيارها أو لوجود عيوب مصنعية وإنتاجيةيها، أو كونها لعبة مقلدة «مغشوشة» كثيراً ما تشكل خطورة على حياة الطفل إذا ما أسيء اختيارها، أو لم يحسن استخدامها، أو أن يترك الطفل يلعب بدون مراقبة ورعاية،؟! هذا ولقد دلت الإحصاءات على أن كثيراً من اللعب تكون السبب المباشر في إصابات الأطفال، من أجل ذلك ينصح الخبراء والتربويون، بأن تتجنب الأسرة شراء اللعب ذات الجوانب الحادة أو القاطعة، وكذلك اللعب الثقيلة التي لا تناسب سنوات عمره، واللعب التي تحدث أصوتاً مزعجة أو ضوضاء، والتي قد تؤثر على سمع الطفل عندما يكبر، وعدم تقديم لعب فيها سهام أو مواد خطرة، أو عجائن مضرة لصحته، ومن الأجمل بعد ذلك أن تقوم الأم بتعليم طفلها كيفية استخدام لعبته، وحبذا لو يتم اختيار الألعاب ذات الطابع التركيبي، أو التي تعتمد على الرسوم والصور الملونة التي تثير في نفسه البهجة والسعادة، وحتى المرح،.؟!