عبدالعزيز بن سعود المتعب
أثق في رأي من لهم حضور تراكمي مصحوب بثقافة عالية وشاعرية جزلة وكياسة وفطنة في الساحة الشعبية، وأذكر هنا موقف قبل سنوات قليلة احتدم فيه النقاش في أحد الصالونات الأدبية حول برنامج قُدِّمَ للناس باسم خدمة الشعر الشعبي، وكثر النقاش حوله وأفضى لأخذ الأغلبية موقفاً منه لأسباب يرون صحتها، وفي المقابل قلّة كانت منساقة خلفه.! مما جعل الشاعر الكبير المشار إليه أعلاه يقول ما نصه (لا يهمونك.. ما يصح إلا الصحيح اللعبة مكشوفة.. وما يمدح السوق إلا من ربح فيه ويجيك الخريف وتتساقط الأوراق.!).
ودارت الأيَّام وكأنه يقرأ الآتي باستشراف دقيق.. حيث أردف حينها قوله في تساؤله عن غياب الشعر الحقيقي في مثل هذه المسابقات مستشهدا بقول الشاعر أبو تمام:
قد كُنْتَ كالسَّائِلِ الأيَّام مُجْتَهِدا
عنْ ليلةِ القَدْرِ في شَعْبَانَ أو رَجَبِ
كما أن التوثيق هنا لوجهة نظره لا يعني في المقابل تغييب أو تهميش أو إقصاء أي رأي آخر، ولكن الشفافية والإنصاف يفرض كل منهما طرح ما يتجاوز التخمين إلى الحقيقة التي تثبتها الأيَّام وبالأدلة القاطعة، وهناك مقولة شهيرة نصها:
(التجربة أم الحكمة، الخبرة رأس الحكمة)
. Experience is the mother of wisdom
وقفة: للشاعر سويلم العلي السهلي
-رحمه الله-
ما تنحدر دَلوٍ بليا مدالي
وترى المحوص من أزرق الجم تِرويك
حاذور تْحَدِّرها برمث الحبالي
ترى الرِّدي من كل شيءٍ يخلِّيك