يوسف بن محمد العتيق
كثرت في الآونة الأخيرة الكتابة عن مدن وقرى سعودية، وهذه ظاهرة جيدة تستحق الذكر والشكر إلا أن أي كاتب يسير في هذا الطريق يجب عليه أن يضع له معالم يسير من خلالها في هذا الطريق لتكون كتابته موضوعية تخدم الوطن وتاريخه، وأنا بدوري أضع بعض المعالم راجيا أن يكون فيها ما يهم كل سالك لهذا الطريق، فمن هذه المعالم:
(1) يجب أن يكون الموضوع الذي تكتبه في جانب تتقنه،وليس أن تحاول تكتب في موضوع تساير فيه الناس أو تركب الموضة أو لأن أحد المنافسين في بلدتك يكتب فيه !!.
(2) القراءة العميقة في الموضوع الذي تنوي الكتابة فيه، والتأكد أنه لم يسبقك أحد إلى الكتابة في الموضوع نفسه، وإن كان سبقك أحد فلابد من أن تضيف عليه، فلا يكون كتابك نسخة أخرى عن غيرك من المؤلفين.
(3) أجمع المصادر، وأوعية المعلومات في هذا الموضوع قدر المستطاع، وإن ذكر لك أن هذا الموضوع فيه دراسات بلغات أجنبية فمن الجميل أن تترجمها لتقدمها للقراء،وكلنا يعرف أن (وطننا العزيز) كتب عنه وقام بتصوير مواضع فيه بعض المستشرقين والرحالة والأجانب ،وهذا يجب أن يكون في ذهن من ينوي التأليف أو الكتابة.
(4) يجب على المؤلف أن لا يبدأ في الكتابة ثم ينقطع عنها ثم يعود إليها،فهذه تجعل من الكتاب مشوها،غير مترابط .
(5) يقال أن أخطر مرحلة في صناعة الكتاب والتأليف هي: كيف تبدأ في الكتاب، ثم كيف تنهيه... تذكروا ذلك.
(6) مقدمة الكتاب،هي التي تجعل القارئ يقرر يقتني الكتاب أو لا، فاتقن المقدمة.
(7) يستحسن أن تجعل المقدمة آخر ما تكتبه من الكتاب، وكذا الفهارس تكون بعد اكتمال الكتاب مباشرة، لأنك وقتها قد تشبعت بالكتاب، ويكون لديك مادة مهمة تقولها في المقدمة .
(8) لا تهمل علامات الترقيم من فواصل ونقط ......الخ فلها دور أساسي في فهم القارئ لما تكتبه، ولا تنسى أن تعرض الكتاب على مختص في اللغة العربية بعد الاكتمال منه تماما..
(9) من أكبر أخطاء المؤلفين عن بلدهم أن المؤلف يكتم خبر كتابه عن الآخرين ويجعله سرا وكأنه (مفاعل نووي!!) ثم يخرج الكتاب بأخطاء مضحكة لأنه لم يستشير أصحاب البلد والخبرة، الخصوصية مطلوبة، لكن الكتمان (والصكصكة) غلط كبير،وهنا أشيد ببادرة بعض المؤلفين في التنويه عن أي كتاب ينوي نشره ليتفاعل المجتمع مع المؤلف،وكلنا رأينا أشخاصا يخفون خبر عملهم على كتاب عن بلدهم، ثم تخرج الكتب بشكل ناقص.
(10) بعد الانتهاء من الكتاب إذا كان الناشر جهة تجارية تحتاج إلى إذن من وزارة الثقافة والإعلام،وهذا مهم جدا، ووزارة الثقافة والإعلام لها ضوابط قبل فسح الكتاب فكن على علم بها.
(11) ملحوظة مهمة جدا، هناك بعض الكتب التاريخية لا يجوز النقل عنها إلا بالطبعات المعتمدة والمنقحة.
(12) تحذير !! قد تعجبك صورة من أي مكان في الوطن تأخذها من النت أو دون إذن المصور وتنشرها في كتابك فقد تكون هذه الحركة (وبالا) عليك، فلو رفع المصور عليك دعوى، فقد يسحب كتابك من السوق ويتلف الكتاب دون أدنى تعويض لك،وقد تضطر إلى المفاوضة مع المصور للسماح لك بنشر هذه الصورة في كتابك وفق مبلع مادي مع حفظ حقه وذكر اسمه، ووزارة الثقافة والإعلام لديها عشرات الملفات التي فيها مصورون رفعوا دعاوى على مؤلفين .
(13) يحتاج أي كتاب إلى (ردمك) من مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، و(ردمك) هو اختصار لكلمة الرقم الدولي الموحد للكتاب، ثم بعد طباعته لابد من وضع خمس نسخ في مكتبة الملك فهد وبعدها تأخذ الفسح النهائي للكتاب.
(14) تحديد المواد الخام التي يطبع عليها الكتاب جانب مهم، فمثلا إذا كان في الكتاب صور،فهذه تحتاج إلى نوع قوي من الورق، وإذا كان الكتاب تراثيا أو أدبيا فله نوعية من الورق، وهكذا.
(15) هناك من المؤلفين من يطبع كتابه على حسابه، وهذه منهجية لها سلبيات كما أن لها ايجابيات،وفي رأيي الشخصي أن الأفضل أن تعطي الكتاب جهة مختصة تطبع الكتاب وهي تقوم بالكثير من الإجراءات بحكم التخصص .
(16) غلاف الكتاب مهم جدا العناية به، بل هو واجهة الكتاب، فلا تستخسر شيئا في أن يكون الغلاف مبهرا دالا على مضمون الكتاب، ومن الغريب بل والمحزن أن تدفع على كتابك مبلغا طائلا،ثم تستخسر على تصميم الغلاف مبلغا بسيطا، تصميم الغلاف مهم جدا.
(17) وبعد ذلك مرحلة التوزيع، وهي عالم آخر كبير وعريض يحتاج إلى نقاش آخر إذ أن الموزع قد يكون سيئا ولا يخدم الكتاب الجيد، وقد يكون نشيطا قادرا على تسويق الكتاب حتى ولو كان ضعيفا.