سعد الدوسري
عام 1987م، قام مجموعة من شباب المسرح بالرياض، بعرض مسرحية تجريبية على خشبة المركز الثقافي بالفوطة. وكان منتقدو هذه التجربة، يتفقون على رأي واحد:
-المجتمع غير جاهز لاستيعاب تجربتكم.
خلال سنوات ليست بالطويلة، شاهدنا المسرح التجريبي يتألق في الطائف والدمام والأحساء وجدة، ثم شاهدناه يشع في مهرجان الجنادرية ثم في مهرجان سوق عكاظ. وشيئاً فشيئاً، صار المسرح مطلباً للجمهور، خلال الأعياد والإجازات في معظم مدن المملكة، بل تمَّت استضافة فرق مسرحية من الخليج، لكي تقدم عروضها في المدن الكبرى. ليس ذلك فحسب، بل تشكلت لدينا فرق مسرحية نسائية، تقدم عروضها للنساء في مختلف المدن، خلال المواسم الجماهيرية.
تخيلوا لو أن شباب المسرح، تخلوا عن إيمانهم بالمسرح، تحت وطأة الشعار السائد حينها:
-المجتمع غير جاهز.
هل كان سيكون لدينا مسرح اليوم؟!
يوم الخميس الماضي، اُختتمت الدورة 11 من مهرجان الدمام المسرحي، وفي نفس اليوم، اُفتتحت فعاليات مهرجان مسرح الطفل، بالمركز الثقافي بالرياض. وخلال نفس الأسبوع، عادت فرقنا المسرحية بجوائز من مهرجان المسرح الخليجي السابع، ومن مهرجان الشارقة.
لا بد أن نعترف بأن معظم ما حققه شباب وشابات المجتمع اليوم من إبداعات علمية وثقافية وفنية، لم يكن ليتحقق، لو أنهم استسلموا للمقولة التخديرية الهدامة، مقولة «المجتمع غير جاهز». لقد قلبوا الطاولة على هذه المقولة، ونجحوا في إثبات أن مجتمعنا جاهز دوماً للتطور.