د.دلال بنت مخلد الحربي
انطلق في الأسبوع الماضي منتدى حوار الطاقة بمركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية ( كابسارك) الذي شهد حضور أحد مسؤولي الدولة وهو وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية وافتتاحه المنتدى..
وليس الحديث عن المنتدى، بل الحديث عن اللغة التي استخدمت فيه وهي الإنجليزية حسب ما ورد في صحيفة المدينة في عددها رقم 19551بتاريخ 2 صفر 1438هـ - 2 نوفمبر 2.16 م، وانتقد هذا الاستخدام من قبل بعض المشاركين.
والحقيقة أن هذا لم يعد غريباً، إذ إن هناك ممارسات سابقة في مؤتمرات وندوات عُقدت داخل المملكة كان الحديث فيها باللغة الإنجليزية مما يعني استهتار بعض المسؤولين باللغة الرسمية للدولة أولاً، واستكبارهم على لغة هي من بين اللغات الأساسية في هيئة الأمم المتحدة على الأقل يتحدث بها قرابة 400 مليون، ولها تاريخها العريق ومكانتها الرفيعة وإن شابها شيء من الضعف فهو بسبب أبنائها، وبسبب أنظمة التعليم التي لم تعد تولي هذه اللغة حقها من العناية والاهتمام.
أعود إلى المنتدى وأقول إنه من المؤسف أن يكون منتدى حوار الطاقة أن يستضاف من قبل المملكة، وأن يعقد في قلب الجزيرة العربية وهي مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وأن تنزوي اللغة الأساسية وتبرز لغة أجنبية دون مبرر مقنع، فإن كان هناك أجانب فطالما حضرنا مؤتمرات في العالم كان الحديث بها بلغة أهلها كما تستخدم في أوطانهم مع ترجمة فورية إلى لغات معتمدة مثل الإنجليزية أو الفرنسية أو العربية.
إن الاستهتار باللغة هو استهتار بالقيم والثقافة، واستهتار بنظام الدولة نفسها الذي ينص على أن اللغة العربية هي لغة الدولة.
إني آمل أن تكون هناك خطوات رسمية تمنع استخدام أي لغة غير العربية في المؤتمرات والندوات واللقاءات الرسمية حفاظاً على هذه اللغة التي بدأت تنحسر تحت ضغط الثقافات الأجنبية، وضعف الانتماء إلى العربية لغة وثقافة وقومية.