عثمان أبوبكر مالي
كما كان منتظراً وجد عمل لجنة توثيق البطولات السعودية ردة فعل قوية وصاخبة جداً، بعد إعلان النتائج في مؤتمرها الصحفي الاثنين الماضي، كان الرفض واسعاً والاعتراضات كثيرة، ونسبة القبول متدنية بشكل كبير جداً، ولم يكن ذلك لنتائج العمل وحده وإنما أيضاً لمرتكزاته التي اعتمد عليها والمعايير التي أخذ بها، والخطوات التي تم السير عليها، وأسوأ من كل ذلك (الشلة) التي تم اختيارها والمصادر التي تم الاعتماد عليها في العمل.
أتفق كثير من المهتمين والمعنيين أن ما قدم لا يقوم على منهجية واضحة ولا معايير مقنعة، وأن آلية العمل ضعيفة، ورغم أن الرفض كان مسبقاً للفريق منذ إعلان تشكيلة، إلا أن كثيرين ممن كانوا ينتظرون عملاً للحكم عليه، صدمهم النتاج ولم تقنعهم النتائج، فجاءت الملاحظات والاعتراضات والرفض أكثر من القبول وأقوى من المنتظر وما كان يتوقعه أعضاء الفريق، إلى درجة أن رئيس الفريق الأستاذ تركي الخليوي نفسه (انضم) إلى الرافضين (للشلة)، وقال في تصريحات إعلامية ما معناه (لو كنت أعرف ما ظهر لي عن بعض الأعضاء لرفضتهم وما قبلت بهم)!!
الرفض الذي جاء من الأندية الكبيرة جميعها وجميعها تضررت (عدا الهلال) تجاوزها أيضا، فتضامن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ أحمد عيد مع أنديته، وأكد أن اتحاده لن يقبل بما ترفضه الأندية، بل إن الأمير عبد الله بن مساعد (لمّح) إلى أنه قد لا يقبل بكل نتائج اللجنة.
ما حدث هو أمر طبيعي جداً، لعمل بدأ بطريقة عشوائية وخطوات غير صحيحة، وأعضاء أكثرهم غير مؤهلين ولا متخصصين (علمياً) للمهمة التي قبلوا بها، وهي مهمة (توثيق) وليس (رصد) والفرق بينهما كبير
من ردود الأفعال الرافضة، هناك شبه إجماع على أن (الخطوة) الأولى التي كان يفترض أن يبدأ بها العمل هو وضع (المعايير) التي على ضوئها ييتم (اعتماد) البطولات وتوثيقها قبل تصنيفها، وأن تعلم الأندية بهذه المعايير مسبقاً وتوافق عليها، ومن ثم تحدد (آلية العمل) التي ستتم وأيضا (فريق العمل) المحدد والذي أيضا يفترض أن توافق عليه الأندية مسبقاً وتعتمده، بل وأن يكون لها مشاركون وممثلون رسميون فيه.
من المتفق عليه ومن حيث المبدأ وبالإجماع أن ليس هناك رفض لتوثيق البطولات، لكن المتفق عليه أكثر المطالبة (بالمساواة) في العمل والإنصاف في المعايير، والعدل في (سنوات البداية) والإنجازات التي حققتها الأندية بعرق أبنائها وأجيالها (العملاقة) التي صنعت (التاريخ) وطبيعي جداً أن لا تقبل أن (يمسح) ذلك فريق مهما قدم نفسه سيبقى (شلة) رصد قد لا تقنع حتى نفسها!
كلام مشفر
« تأسس نادي الاتحاد عام 1927م وتوحّدت المملكة عام 1932م وأنشئ اتحاد كرة القدم عام 1956م، واختارت (الشلة) عام إنشاء اتحاد الكرة لتوثيق البطولات، وليس في ذلك (عدل)؛ على الأقل اختاروا تاريخ توحيد البلاد.
« كرة القدم دائما لُعبت وسبقت في كثير من الدول إنشاء اتحاداتها، وتقام البطولات قبله برعاية هيئات (رسمية) وحدث ذلك في المملكة، حيث كانت وزارة الداخلية في عهد الأمير عبد الله الفيصل (رائد الرياضة السعودية)، فكيف يتم تجاهل تلك الحقبة التاريخية المؤسسة للحركة الرياضة في المملكة وبطولاتها؟!
« قدمت (شلة الرصد) خدمة كبيرة للإعلام الرياضي السعودي من خلال نتاج عملها، وما أفرزه من تداعيات وردود أفعال صاخبة، لاتزال مستمرة منذ اللحظة التي ألقى فيها رئيس اللجنة كلمته في المؤتمر.
« هذه الخدمة تتمثل في التأكيد العملي على أنّ الإعلام الرياضي بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب في تهمة (إشعال) التأزم والاحتقان في الوسط الرياضي وحقن النزاعات بين الرياضيين، ودفعهم إلى الانصراف عن واجبات رياضية في أوقات الاحتياج الرسمي لها وعند استحقاقات هامة وكبيرة، وإنما ذلك ما تتكفل به بعض اللجان الرسمية!!.