بريدة - فهد العايد:
قال صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم إن المملكة العربية السعودية، ممثلة في وزارة الداخلية تولي ملف مكافحة الإرهاب أولوية قصوى, ويتولى صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رسمياً بتوجيهات القيادة الكريمة - حفظهم الله - هذا الملف, ويوليه سموه عنايته الخاصة منذُ أن كان مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية, وقد تعامل سموه مع هذا الملف باحترافية عالية فككت خلايا التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها (القاعدة) مما أجبرها على الهروب للخارج, وهذا ما جعل سموه هدفاً لهذه التنظيمات الإرهابية, وتعرض سموه لمحاولات كان أبرزها ما حصل عام 2009 عندما قدم أحد المطلوبين مدعياً تسليم نفسه ففجر نفسه في منزل سموه في شهر رمضان المبارك.
كما قاد سمو ولي العهد منذ توليه ملف مكافحة الإرهاب حملة دولية أقنع خلالها قادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية الدولية بضرورة التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب, منطلقاً من حقيقة استحالة مواجهته بشكل منفرد, وقد حققت هذه الدعوات أهدافها وضيقت الخناق على هذه التنظيمات في كل أماكن تواجدها في العالم.
كما أسهمت المملكة ضمن جهودها الدولية في تأسيس مركز مكافحة الإرهاب بمقر الأمم المتحدة, ودعمته بسخاء.
وأشار سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز إلى أن الغرب أطلق على سمو ولي العهد الامير محمد بن نايف (جنرال مكافحة الإرهاب) لما قام به سموه من جهود جبارة أثارت انتباه جميع الجهات الأمنية والاستخبارية في انحاء العالم دون استثناء.
وأشار سموه إلى أن المملكة لم يكن تعاملها مع مكافحة الإرهاب أمنياً فقط, بل كان كذلك فكرياً فقد أشرف سمو ولي العهد على تأسيس مركز يُعنى بالمعالجة الفكرية أطلق عليه ( مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ) وهذا المركز أصبح من المراكز المرجعية في العالم في مجال تخصصه.
وكان سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل يتحدث خلال جلسة سموه في قصر التوحيد بمدينة بريدة حيث استقبل سموه كبار المسئولين ورجال الأمن والمواطنين، وجاءت تعليقات سموه على موضوع الجلسة التي كانت تحت عنوان: المفهوم الخاطئ للوهابية وبيان حقيقتها وقال سموه: إن هناك فهم خاطئ وجهل في مسمى الوهابية، وذلك نتيجة حركة أخرى مختلفة بنفس الاسم في مكان آخر، مما جعل أعداء الإسلام يلصقوا بنا مسمى الوهابية وكأنه مذهب متطرف، وهذا ما ننكره جملة وتفصيلاً، لافتاً سموه إلى أن الإرهابيين تقمصوا الإسلام وشوهوا سمعته بإرهابهم، وأن المملكة من أكثر الدول معاناة وتضرراً من الإرهاب، الذي جعلها هدفاً رئيسياً لعملياته ومخططاتـه الإجرامية، إدراكاً من هذه التنظيمات الإرهابية بأن دور المملكة ريادي في قيادة الأمة الإسلامية ومكانتها الكبيرة الإقليمية والدولية سياسياً واقتصادياً ودينياً، مشيراً إلى أن المملكة تولي أهمية قصوى لمحاربة الإرهاب، وقد كانت من أوائل الدول التي عانت منه منذ أمد بعيد، وطالت عملياته الأبرياء، والتي لا تفرق بين صغير ولا كبير ولا مواطن أو مقيم، مشدداً سموه على دور المملكة في مكافحة الإرهاب، وأنها مسؤولية اجتماعية دولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود على كافة الأصعدة لمواجهته أمنياً وفكرياً وإعلامياً وعسكرياً.
وأكد سمو أمير منطقة القصيم أن منهج أهل السنة والجماعة التي تقوم عليها بلاد الحرمين الشريفين، وفيها قبلة المسلمين، ومن أرضها انطلقت تعاليم الإسلام، بريئة تمامًا من أفكار الجماعات الإرهابية، مشدداً في الوقت نفسه على أن المملكة من أكثر دول العالم محاربة للإرهاب، وتلعب دورًا كبيرًا في اقتلاع هذا الفكر من جذوره، وتضييق الخناق على عناصره، وأنها من أوائل الدول التي أعلنت الحرب على الإرهاب، وقد خاضت ومازالت تخوض المعركة ضد الإرهاب والإرهابيين الذين استهدفوا أمنها ونفذوا على أراضيها عدداً من العمليات الإجرامية التي راح ضحيتها عدد كبير من أبنائها من رجال الأمن ومن المواطنين والمقيمين الأبرياء.
واستعرض سمو أمير منطقة القصيم عدداً من الاحصائيات للعمليات الارهابية التي استهدفت المملكة، والتي بلغت 170 عملية إرهابية، نتج عنها وفاة 58 مواطناً و235 مصاباً، ووفاة 93 أجنبياً، و98 شهيداً من رجال الأمن وإصابة 434، وهلاك 197 من أفراد الجماعات والتنظيمات الإرهابية وإصابة 44.