د. خيرية السقاف
بعض الحالات تترفّع لغة الأدب, والعقل فيها عن المثول, تماماً كما تترفّع الأخلاق عن سيل القذى..
تخيّلت أن هذه هي الحالة في علاقة المتحدث, والمبدئ رأيه في «الانتخابات الرئاسية الأمريكية» من غير أهلهم..!!
وتحل الأمثال الشائعة, والكلمات الدارجة مكانها, لتعبر عن هذه الحالة, بحكم أن «الانتخابات» شعبية, ونحن «نتفرج» ليس لنا إلا أن نلخص الوضع بسبب الخيط الذي لنا في حزمة العلاقات بأمريكا بالمثل الدارج الذي تقول لغته إن النتيجة هي: «من جرف لدحديرة يا قلب لا تحزن»!!,
مع أن «الجرف» خَفيُّ المآلات, و«الدُّحديرة» مكشوفة النهاية!!
ولأننا تعودنا «مع الخيل يا شقرا», نركض مع الريح, ونبحر مع الموج, ونتكلم في الغوغاء, ونشارك في «الزفات», و«نطبل» مع «الجوقات», ونتصدر في الحفلات, و»نبخِّر» في الطرقات فقد سهرنا نغرد, وجلسنا للشاشات, وتناقشنا في النتائج وحللنا ما وراء التوقعات, بل تشاجرنا حول التوقعات..
وماذا بعد..؟!
حتى كتابة هذه الحروف لا تزال النتيجة إلى الجرف أو إلى الدحديرة..؟
أحدهما تخطى الآخر, وتلوح للجمهوري البروق, وتنذر الغيوم على الديمقراطية..!!
الأحمر الناري, الحارق, الدموي يبدو سيتسيَّد..
هذه النُّذر حتى لحظة من منتصف ضحى الأربعاء التاسع في الشهر..
وفي كلا الحالتين سيأتي أحدهما بما لا يختلف عما أتاه الأوائل في الشأن الذي يعنينا وهو علاقات أمريكا بما يمسنا أمة في أمم تربطها وشائج علاقات, ومستقبل بشرية, وبقاء على الأرض الأمل أن يكون أفضل, وإنسانياً, وعادلاً !!..