د. عبدالرحمن الشلاش
عاش العالم ليلة الأربعاء الماضي حالات من الترقب الحذر انتظارًا لإعلان اسم الرئيس الأمريكي القادم! واستمرت القنوات الفضائية في بث متواصل لتغطية مراسم الانتخابات النهائية وإعلان النتائج مع زخم هائل من التحليلات المتباينة وضعت الناس في حالات من التمني لفوز أحد المرشحين وإن كانت الغالبية تتمنى فوز هيلاري كلينتون وكأن الرئيس هو المتحكم في سياسات أمريكا وهناك من لا يعرفون حدود سلطات الرئيس في دولة مؤسسات حيث لا تتعدى السلطة التنفيذية للحكومة الاتحادية فقد منحت المادة الثانية من الدستور الأمريكي الرئيس السلطة التنفيذية عبر تنفيذ القانون الاتحادي وتعيين المكتب التنفيذي المرافق له وفريق المستشارين وإبرام المعاهدات مع القوى الأجنبية بموافقة مجلس الشيوخ دون امتلاكه صلاحيات تشريعية مع وجود مرونة لتكييف الصلاحيات حسب الاحتياجات الطارئة مع أحقية بأن يقدم أي مشروعات وتوصيات للكونجرس للموافقة عليها.
بالرغم من أن أغلب التكهنات ذهبت لفائدة هيلاري كلينتون إلا أن المفاجأة لمن لا يعرفون بواطن الأمور كانت بإعلان فوز السيد دونالد ترامب ولعل وراء هذا الفوز الكثير من الأسباب المتشابكة التي ساعدت ترامب في تحقيق الانتصار ومنها، دعم الطبقة العاملة والمهمشين من البيض في ولايات ذات ولاءات ديمقراطية، والسبب الثاني الصمود القوي لترامب أمام هجمات المعارضين له والساخرين منه أمثال جون ماكين ومقدمة برامج قناة فوكس نيوز ميغين كيلي وبرغم الهجمات المتلاحقة إلا أنه ظل متماسكًا وقادرًا على استمالة الجماهير، والسبب الثالث قوة موقفه الخارجي في وقت أعرب فيه كثير من الأمريكيين عن سخطهم من واشنطن يكفي أن ترامب هزم كل خصومه الشداد في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري مثل ماركو ربيو وتيد كروز وكريس كرستي وبن كارسون الذين انسحبوا في نهاية المطاف، والسبب الرابع خطابا جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي فبين الخطابين الأول الذي أعلن فيه إعادة فتح التحقيق بشأن خادم البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون، والثاني الذي قال فيه: إنه قد أعاد التحقيق للأدراج مرة أخرى صعد ترامب بقوة، أما السبب الخامس فثقة ترامب الكبيرة بقدراته حيث أدار حملة انتخابية غير تقليدية لكن أتضح أنه يعرف أكثر من جميع الخبراء فأمضى وقتًا طويلاً بين الجماهير أكثر من متابعة استطلاعات الرأي وسافر إلى ولايات مثل ويسكونسن وميتشغان اعتبرت برأي المراقبين بعيدة المنال، ونظم مسيرات ضخمة بدلاً من التركيز على عمليات طرق الأبواب لحث الناخبين على التصويت.
هاي ترامب في البيت الأبيض لسان حال الأمريكيين، وبغض النظر عن كل تصريحاته أثناء الانتخابات إلا أن اهتمامه في النهاية سيكون منصبًا لصالح أمريكا وعلى الدول الأخرى التعامل مع أمريكا وفق مصالحها.