ذوو النّباهة عن علمٍ وعن عملٍ
يقاومون الهوى بالهمّ والهمم
وأنتمُ أيها السّاعون في عبثٍ
تقاومون الهدى باللّهو والنّغم
أخذتمُ من حياة القوم أرذلها
فأين منكم حياة السّعي بالقلم
أشغلتمْ الناس بالزّيف المُضاعِ به
عمر الصغير ورشد الشائب الهرمِ
ساد الفضاءَ ثغاءُ «الشات» فانتبهوا
وقلّلوا منه ... ليس النّاس كالغنم
ومن تويتر والوتسَب إنهما
ساح التّوتّر قبل السّب والنّدم
كم صاغر صار مفتونًا بصورته
وصوته وهو ممسوخٌ بلا كلم
يطيش من قبلُ أن يهذي بكارثةٍ
كأنه يطأ الأزلام بالقدم
أو يسرق النّص مزهوّا ويرسله
كأنّه صاحب الأمثال والحكم
والحقّ أن خواء الفكر عُدَّته
يرى مع الناس لكن الفؤاد عَمي
وأنت يا أنت إن عارضت فعلته
لأنّها من شنيع الفعل في الأمم
مالت إليك رقاب القوم منكرة
فالقوم في الجهل قُوّام بلا قيم
لله يا عصر إنسان بلا دغلٍ
للمقت يا عصر آلات بلا شيم
عدوّك اليوم يامن صان مهجته
بمثل آفات هذي التقنيات رُمي
أعوذ بالله من ناس بها ولها
عاشوا لإفساد ما في الناس من ذممِ
شعر: أ. د. ظافر بن علي القرني