ها هنا،
كُنَّ يهبْنَ الطيرَ قَمْحاً وذُرَهْ..
يَجْتَنينَ الخوخَ والرمَانَ..
يُبهِجْنَ «الخريفْ»..
ويسولفْنَ عن «امْراعي امْتِحِيْفْ»..
حين أهْداهُنَّ خُبزاً وعسَلْ
واستَقى يسقي التي نادَتْهُ نحو الظّلّ
في سفْحِ الجبلْ
ومضى يشدو بأبياتِ غَزَلْ
* * *
ها هنا،
غنّت فتاةُ الغيمِ همْساً:
«يا قمرْ الحبّ نِعمهْ..
للّي عايشْ فيه سعيدْ»
غاصَ قلبُ الشّمسِ في صدْرِ الجليدْ..
ها غدٌ يأتي..
وها نَبْضٌ جديدْ
قطرةٌ أولى تُدنْدِنْ:
«أيّ كِلْمَهْ..
أيّ بسمَهْ..
سِحرْ مفعولهْ أكيدْ»
أورقَ الطّينُ على أغصانِ عَرعرْ..
أزْهرَ الصّخرُ وأثمرْ
و»ابْتَدتْ تحلى الحياهْ»
شعر: أحمد التيهاني