شيعت محافظة الزلفي يوم الاثنين 9-1-1438هـ في مشهد جنائزي مهيب علماً من أعلامها وركناً من أركان مجتمعها ورمزاً من رموز السخاء والكرم والشهامة، إنه الوجيه (فوزان بن عبدالعزيز الحمين) يرحمه الله، عند الصلاة عليه تزاحمت جموع المصلين من كافة أنحاء المحافظة وما جاورها ومن منطقة الرياض والمنطقة الشرقية ومعظم مدن المملكة.. امتلأت جنبات جامع الإمام فيصل بن تركي والشوارع المحيطة في مشهد سيبقى في الأذهان.. ومن صلى عليه بالمقبرة قبل دفنه قد يكون مساوياً لمن صلى عليه بالمسجد والناس شهود الله في أرضه وكل هذا يترجم ما لهذا الفقيد من مكانة وتقدير واحترام في نفوس أولئك الحاضرين.. رحمك الله يا أبا عبدالرحمن برحيلك أغلقت مدرسة من مدارس الحياة كانت تعلم الناس حب الخير وقضاء الحوائج.. برحيلك هوى علم كان مقصداً لأصحاب الحاجات الخاصة والعامة.. برحيلك أسدل الستار على حقبة من تاريخ المحافظة كانت عنواناً للكرم والسخاء والوجاهة.. رحمك الله يا أبا عبدالرحمن.. برحيلك ومع الإيمان بقضاء الله وقدره خيم الحزن ليس على أهلك وأبناء عمومتك بل على كل من عرفك أو سمع عنك أو تعامل معك.. أمضيت حياتك محباً للخير صانعاً للمعروف وساعياً لقضاء الحاجات وكانت لك مواقف مشرفة يرويها من كان قريباً منك وخاصة في إصلاح ذات البين وحل الخلافات الأسرية وذلك لما حباك الله من حكمة ورأي سديد.. رحمك الله يا أبا عبدالرحمن إن كنت قد رحلت بجسدك فقد خلفت إرثاً هو حياة ثانية.. لقد خلفت من الأعمال والمواقف والصفات ما يجعلك حاضراً في قلوب الناس وكل ما كتب عنك سابقاً وما سوف يكتب لاحقاً لن يوفيك حقك ولكنه من باب التذكير للأجيال القادمة علها تعرف مكانة وقيمة هذا الفقيد.. اللهم اغفر له وارحمه اللهم انقله من ضيق اللحود ومراتع الدود إلى جناتك جنات الخلود في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب ووالدينا وجميع المسلمين.. واختم في هذين البيتين للشاعر الأستاذ أحمد النافع:
(ما كل رجل تفعل الطيب يمناه
لا صار درب الطيب ما هو بهين)
(إلا الكريم اللي طليق محياه
فوزان بن عبدالعزيز الحمين)
أحمد بن عبدالعزيز السبت - الزلفي