سلطان بن محمد المالك
بعض المهن لا ندرك صعوبتها وما تتطلبه من مهارات وإمكانات، وفي الغالب لا نرى لها أهمية بسبب بعدنا عنها، بينما المختصون فيها وممارسوها يعرفون تماماً صعوبتها ومدى أهميتها.
الأسبوع الماضي وجدت نفسي في موقف لا أحسد عليه، فقد كنت أحضر اجتماعاً مهماً وطلب مني رئيس الاجتماع أن أقوم بدور مترجم فوري من اللغة الإنجليزية للعربية بسبب تقديم أحد المدعوين لعرض مرئي باللغة الإنجليزية وكان من بين الحضور عدد لا يتقن اللغة الإنجليزية، ومن باب المساعدة قبلت المهمة متوقعاً أنها سهلة .
ومع بداية مقدّم العرض لتقديم عرضه بدأت بالترجمة الفورية فأحسست بصعوبة المهمة، فهي تتطلب استماعاً دقيقاً لما يقوله مقدِّم العرض وتخزين في الذاكرة للمعلومات والأرقام ومن ثم صياغتها وإلقاؤها بالعربي. أكملت المهمة بصعوبة بالغة مع اقتناعي أنني لم أتقنها بعناية، كما أدركت أن المترجم بيده أن يقول أشياء لم تُذكر أو يتجاهل أموراً مهمة لم يسمعها جيداً.
الذي لاحظته من هذه المهمة، أن المترجم شخص مهم جداً؛ فهو من يوصل الرسالة للمتلقي ولو أخفق في الترجمة ونقل المعلومة بشكل خاطئ فقد يؤثّر كثيراً على قرارات قد تتخذ بين طرفين، أو عند نشر ونقل حديث لشخص لم يذكره كما كتب أو نقل عنه.
في تصوري أن اختيار المترجم المحترف أمر في غاية الأهمية في كافة المجالات سواء في السياسة أو الاقتصاد أو الأعمال وغيرها من المجالات، ومثل هذه المهمات تتطلب اختيار كفاءات متخصصة ومحترفة ومدربة، فليس بالضرورة أن كل من يتقن لغة معينة يستطيع أن يصبح مترجماً.