فهد بن جليد
فكرة مناصحة المفحطين وقاطعي الإشارات الضوئية المرورية في القريات عبر خطب الجمعة، وزيارة بعض الدعاة للموقفين، (خطوة موفقة) وفي الطريق الصحيح ولكنها - برأيي - غير كافية، فنحن بحاجة تحرك أشمل وأعم من المرور على مستوى الوطن بأكمله؟!.
ما زال تحرك المرور (إعلامياً) لا ينسجم مع بدء تطبيق اللائحة الجديدة، والتي تحتاج لمزيد من الإيضاح والتبيان، وكنا ننتظر المزيد من الرسائل التوعوية حتى يرتدع المخالفون، مخالفة السائق بالتجربة - عند وقوعه في الخطأ - هي أسهل الطرق لضمان عدم تكرار المخالفة، وأتمنى أن تتفق معي إدارة المرور الموقرة بأن من حق عموم مستخدمي الطريق معرفة العقوبات والمخالفات التي تم تشديدها، بتجاوز الطرق التقليدية في نشر (خبر صحفي) عن البدء في التطبيق، ومجرد نشر اللائحة، هناك قوالب توعوية وإعلامية جديدة يمكن للمرور الاستفادة منها، والوصول لكافة شرائح المجتمع، لتوعيتهم وتحذيرهم من الوقوع في المخالفة، قبل أن يجدوا أنفسهم (وجهاً لوجه) أمام رجل المرور الذي سيطبق عليهم النظام الجديد!
لنتفق جميعاً أن فعّالية رجل المرور في الشارع كانت (شبه غائبة) في المرحلة الماضية، مع الاعتماد على رصد المخالفات الرئيسة إلكترونياً خصوصاً فيما يتعلق (بتجاوز السرعة، قطع الإشارة)، وهو ما أسهم في نسيان (قائد المركبة) أن هناك مخالفات مرورية وتجاوزات أخرى (حان الوقت) لمساءلته عنها! وهو ما يُفسر الدهشة والاستغراب الذي نقرأه في عيون بعض (قائدي المركبات) من عودة نقاط التفتيش المرورية مجدداً في بعض المخارج والشوارع - رغم الزحام المروري الذي لا يطاق - وهذا تحرك مطلوب على الأرض، واستمراره كفيل بالحد من المخالفات وإلزام الجميع بالنظام، رغم تأكيدنا مرة أخرى أن (حملات التوعوية) المرافقة للتطبيق لم تكن كافية وعصرية، لمنح المخالفين (مهلة) لتصحيح أوضاع مركباتهم .. إلخ!.
بقي أمامنا تفعيل مخالفات كانت على الورق في وقت سابق، ولعل أشهرها جلوس الأطفال دون سن العاشرة في (المقصورة الأمامية)، مخالفة سائق واحد من المؤكد أنها تحمي (طفلاً واحداً) فقط من الخطر، ولكن توعية بقية السائقين برسائل مرورية شاملة ستضمن بعون الله حماية أرواح (بقية الأطفال)، ما تجنيه الدولة من مبالغ (المخالفات) لا يوازي ما تدفعه من فاتورة علاج المصابين أو خسارة المتوفين...
وهذا هو الفرق بين التطبيق بصمت، والتوعية الشاملة قبل أو حتى أثناء التطبيق؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.