جدة - الجزيرة:
استعرض مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل مؤخرًا آخر المستجدات الخاصة بمشروع الطائف الجديد الذي بدأ العمل في أجزاء منه بتنفيذ البنى التحتية لمطار الطائف الدولي تحت إشراف مركز التكامل التنموي بالإمارة، وواحة التقنية والمدينة الجامعية، إلى جانب المشاريع المنجزة ويجري تطويرها، ممثلة في سوق عكاظ وجادة المستقبل. وبحسب العرض الذي اطلع عليه أمير المنطقة، وقدمه أمين الطائف المهندس محمد المخرج، فإن تخطيط الطائف الجديد تم على مساحة 1250 كيلومترًا مربعًا؛ لتتسع لعدد 750 ألف نسمة. ويحوي المشروع الذي بدأ تنفيذ أجزاء منه الجامعة وسوق عكاظ، إضافة إلى مشاريع حالية أو مخططة، مثل (واحة التقنية، المطار الجديد)، وأرض تم تسليمها لوزارة الإسكان، تقدر مساحتها بنحو 12 كلم. ويراعي تصميم الطائف الجديد ألا يكون حديقة بداخل مدينة، بل مدينة في داخل حديقة، وعلى هذا الأساس قامت الأمانة بإعداد وتجهيز هذا المخطط.
المطار الدولي
وبمتابعة مباشرة من «الفيصل»، وبدعم وزارة النقل، تم تشكيل لجنة مكونة من مركز التكامل التنموي بإمارة منطقة مكة المكرمة، وأمانة محافظة الطائف، وإدارة النقل والطرق بالمنطقة؛ لتسريع العمل في مشروع (مطار الطائف الدولي)، وبحث العقبات والمعوقات التي قد تواجه المشروع، وتسهيل عمل الجهات ذات العلاقة لتمكينها من بدء العمل الفوري، والانتهاء منه أواخر 2017 م؛ ليحدث نقلة تنموية وتطويرية كبرى للطائف خلال الفترة المقبلة؛ ما يعزز النمو الحضاري والسياحي والاقتصادي فيها.
واحة التقنية
وشهدت محافظة الطائف مراسم اختيار تحالف 7 شركات عالمية لتصميم (واحة التقنية)، التي تضمنها عقد بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وممثلين عن مجموعة (مورجانتي) لتخطيط وتصميم الواحة الكبرى للتقنية بالطائف. ويحقق المشروع بعد الانتهاء منه الرؤية التنموية للمحافظة، التي تكمن في إنشاء مدينة حيوية، تجسد التخطيط الحضري، وتدعم التنمية الاقتصادية، وتسهم بشكل فاعل في التنمية وتطوير مشاريع المعرفة في المملكة، من خلال تحقيق أهداف إنشاء مجمع استقطاب إقليمي للبحث والتطوير والابتكار، ينتج منه خلق فرص عمل قائمة على المعرفة، وتأسيس رؤية حضرية واسعة النطاق للمحافظة؛ لتصبح أنموذجًا تنمويًّا يحتذى به، ومن ثم الوصول إلى العالمية بعد تحقيق الأهداف المحلية التي أُنشئت من أجلها.
تقنية المعلومات
وتستهدف الواحة تقنية المعلومات، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والتقنيات الحيوية، والصناعات الزراعية والعطور، والرعاية الصحية والعلوم والطبية، وتستهدف طيفًا من القطاعات الداعمة، مثل التراث والسياحة، والمرافق التعليمية، وعدد من الجهات الحكومية ذات الصلة. وخصص للواحة الكبرى للتقنية بالطائف مساحة قدرها 10كم2، بالقرب من سوق عكاظ، ضمن مخطط مدينة الطائف الجديدة، وعددها 13 واحة.
الأبحاث والتطوير
ولتشجيع النمو في مجال الأبحاث والتطوير سيتم الاستثمار بشكل أساسي في مرافق تعليمية ذات مستوى عالمي؛ إذ يتم العمل على إنشاء ترابط وثيق مع الجامعات في المنطقة، والتعاون مع جامعات عالمية، مثل (إم آي تي)، و(ستنافورد).
الإمكانات السياحية
ومع إدراك أهمية الإمكانات السياحية للطائف ستتم الاستفادة من السياح والحجاج والزوار من خلال إنشاء مركز في قلب الطائف الجديدة، يحوي معارض بمستوى عالمي، ومركزًا للمؤتمرات، وفنادق عالمية. وبذلك سيتم تطوير الاقتصاد المحلي من خلال الابتكار والأبحاث، إضافة إلى الدعائم الاقتصادية الأساسية في المنطقة؛ ما سيجعل الطائف البوابة الثانية لمكة المكرمة، وبصفتها مدينة ذات مجتمع صديق للبيئة فهي ستضع المعايير للمدن المستقبلية في الشرق الأوسط.
الانسجام مع البيئة
وتقوم رؤية «الطائف الجديد» على إنشاء مدينة ذات انسجام مع البيئة والثقافة، تدعم وتطور الاقتصاد المحلي والوطني، وسيتم العمل وفقًا لأفضل الممارسات في مجال إنتاج وإدارة وتوفير الطاقة، وسيتم تطبيق التقنيات الناشئة والمستقبلية بالتوافق مع التخطيط المرن؛ إذ يتضمن مخطط المدينة الجديدة أماكن السكن والعمل ومراكز الأعمال والمجتمع والمدارس والخدمات الطبية، من خلال إنشاء أحياء مترابطة ومتكاملة الخدمات، وستكون مدينة صديقة للبيئة والمتنزهين، وسهلة المواصلات على جميع المستويات، ومدينة ذكية متواصلة مع العالم.
هيئة السياحة
وبدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الإعداد لمشاريع تطويرية لسوق عكاظ في الطائف لتحويله إلى وجهة سياحية ثقافية رائدة على مدار العام، بالتعاون مع شركائها من الجهات الحكومية في المحافظة.
وشهدت الدورة العاشرة وضع حجر الأساس لأول هذه المشاريع، هو مشروع «جادة المستقبل» الذي يقام على مساحة تفوق 25 ألف متر، ويهدف إلى إعادة إحياء دور سوق عكاظ في تشكيل المستقبل للمواطن السعودي والمقيم والزائر، من خلال عرض أفكار ومنتجات المستقبل، وتشجيع المبدعين والمفكرين على عرض منتجاتهم وأفكارهم في «جادة المستقبل» التي ستتيح للزوار التعرف على المستقبل بجميع مجالاته الأدبية والعلمية والتقنية والاجتماعية بطريقة ممتعة وجاذبة، تمكّن الزوار من استلهام المستقبل، وتؤثر في النشء الجديد إيجابًا نحو تعليمه وحياته.
وسيتم العمل على تطوير «جادة عكاظ المستقبل» بما يتوافق مع هدف سوق عكاظ تاريخيًّا؛ لكونه وسيلة للتفكير في مستقبل المشاركين فيها؛ إذ تحتوي الجادة على معارض للجهات الحكومية والشركات. وبالإضافة إلى مشروع الجادة فإن هناك مشروعًا مستقبليًّا ضخمًا للهيئة في سوق عكاظ، اعتمده برنامج التحول الوطني ضمن مبادرات الهيئة، هو مشروع مدينة عكاظ، الذي خصص له البرنامج ميزانية بلغت 775 مليون ريال لتطوير المرحلة الأولى، منها 220 مليون ريال تكاليف تقديرية لإنشاء مشاريع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، و555 مليون ريال قدرت لإنشاء البنية التحتية.
ومن المفترض أن يجذب مشروع تطوير مدينة عكاظ أكثر من 260 ألف سائح سنويًّا، مع أثر على الناتج المحلي الإجمالي يصل إلى 294 مليون ريال، وتوفير أكثر من 4400 وظيفة إضافية مستحدثة، وبناء نحو 1250 غرفة فندقية و130 وحدة سكنية.