يوسف المحيميد
نحن شركاء العالم في كثير من المؤتمرات والملتقيات التي تختص بالبيئة، ومن أكثر الدول محافظة على سلامة هذا الكوكب الجميل، ومن أكثر المدافعين عن حق الطبيعة علينا، إلى درجة أننا قمنا بحظر الاحتطاب الجائر، حافظنا على الأشجار، والحيوانات النادرة وغير النادرة، وقمنا بتأهيل وادي حنيفة، حولناه من مكب نفايات إلى مظهر حضاري ومتنزه لسكان المدينة، وكل هذا أمر رائع، يكشف عن وعي وإيمان بأهمية المحافظة على البيئة في الداخل والخارج، والحرص على التعاون مع دول العالم بهذا الشأن.
لكننا في المقابل، وعلى مرمى بضعة أمتار من وادي حنيفة، حولنا أحد أهم الأودية الرئيسة المتفرِّعة من وادي حنيفة إلى مكب «عالمي» للسيارات، هذا الوادي الذي كان اسمه «لبن» لصفاء مائه وقت السيول، أصبح ركامًا من السيارات المحتجزة، وسيارات الخردة، والتالفة، وكأن الصحراء ضاقت بِنَا، لنتخذ هذا الوادي الجميل مكباً لنفاية الحديد، أو كأننا لا نملك قدرة على تدوير النفايات، بالذات الحديد، فلو كان هناك نظام واضح لمدة احتجاز السيارة، مثلاً ثلاثة أشهر، بعدها تصبح في حكم السيارة التالفة، لما تراكمت لدينا مثل هذا الوادي من السيارات المرمية بشكل لا يليق بمدينة جميلة، ولا ببلاد تعنى بالحفاظ على البيئة، وما تملكه من طبيعة متنوّعة!
لنتخيل شكل هذا الوادي ومظهره، لو كان مؤهلاً كي يصبح عنصراً طبيعياً أخاذاً، كيف سيكون جماله تحت هذا الجسر المعلَّق، كيف سيكون شعور العابر فوق هذا الجسر المعلَّق وهو يشاهد وادياً مؤهلاً بالشجر والحجر والماء والحياة، فكم نحن بحاجة إلى أن نستعيد ملامحنا في بيئتنا وطبيعتنا المفقودة!