نوف بنت عبدالله الحسين
كثير من الحطب حولي...
وعندك انكسر فأسي...
طلال الرشيد
هالة من الدفء العجيبة وهي ترسل رائحتها عبر دخان احتراقها...
في جلسات السمر وقت السحر...
نتحلق حولها..وتلتصق بنا رائحتها.. لتؤكد سلطانها.. وسلطنتها.. عبر أثير الرائحة.. تهب الريح الشمالية..لتزيد من بهائها..
أعجوبة الاحتراق.. وتراقص اللهب.. تسرح معها الأرواح.. تتلمس السلوى في ضوء الحطب المشتعل..
فاتحة لشهية الدفء.. دفء الإحساس والمشاعر.. تجدها هناك في (فروة) رجل خبأ ابنته الصغيرة عن البرد.. يضاحكها وهو يدّعي أنها سافرت عبر فروته نحو مدينة العجائب... مع دخان الحطب..
وفي حين غفلة تعود بخفة ساحر ماهر.. لعبة الحطب.. لعب الحب..
يأتي بعدها بلحظات..صوت شجي عذب.. يتناغم مع رقصة النار.. (ياجر قلبي جر لادنى الغصون.. وغصون سدرِ جرها السيل جرا)* ليحتفي المتحلقون بذلك الصوت..
يرددون الأبيات بتناغم.. متماشياً مع حلقات الدخان... ويبدأن العجائز يستعدن زمنا كانت المشاعر فيها بكرا...بلحن يحبه الحطب..... ومن حول الحطب...يتغامزن وهن يرددن الأبيات.. يعطيهن وهج الحطب تألق الخبرة وحكم السنين.... تسمع تلك القهقهة الخفية بينهن.. طلاسم بينهن تعطي روعة الغموض في مساء مخملي.. يرسم روعته دخان شارف على إعلان حطب.. تحول إلى رماد.. شكراً يا حطب...