سام الغُباري
قال لنا «خالد بحاح» أن على الرئيس «هادي» التخلي عن منصبه من أجل «المصلحة العليا»، لكنه لم يقل لنا ما هي تلك المصلحة؟، هل يقصد إيقاف الحرب مثلاً؟، حسناً.. يبدو أن لا أحد يريد التبرع بالإجابة عن الرئيس، وقد تبرعت!.. هادي لم يحارب أحداً طوال عام كامل في رئاسته، كان يخشى اندلاع حرب خاسرة على أطراف صعدة، منذ فبراير 2014م وحتى فبراير 2015م سعى الرجل إلى إبعاد السلاح عن اليمنيين، توسع الحوثيون في عهده، حتى وصلوا العاصمة، حاصروه وكان كل أمر يوجهه إلى القوات المسلحة يلقى تخاذلاً منهم، القوات الحقيقية كانت في يد الحرس الجمهوري وقد تمكنوا من تحويل القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى عدو في نظر الناس عبر آلتهم الدعائية الضخمة، لأنه أجرى تعديلاً إسمياً على القوات، غيّر العنوان فقط، ونقل بعض الوحدات إلى أماكن أخرى، لم يقتل جندياً، أو يأمر بحل أي قوة عسكرية حتى وإن كانت موالية لصالح، اعتقد أن تغيير قيادات «سنحان» من المناطق العسكرية سيدفع بقيادات حقيقية جديدة يمكنها أن توالي الوطن وتفتح أمامهم فرصة لإثبات قوتهم وحضورهم إلا أنهم لم يفعلوا شيئاً من أجل قائدهم أو وطنهم!
- الرئيس هادي لم يحارب في دماج أو الجوف أو عمران أو حتى في صنعاء وتخومها، تحرّك الحوثيون بشراهة للاستيلاء على أسلحة الجيش، وقد سرت الشائعات المطمئنة «لاتقلقوا.. إنهم حرس جمهوري برداء مدني «!، كان ذلك أبرع تنويم عبقري قام به الحوثيون على الجميع، وفي الأخير وصلوا إلى عنق الرئيس وقد عرف أنه لن يحارب، فقدم استقالته، ثم عدل عنها وغادر إلى عدن، وقال «سنضرب بسيف السلم»، ثم ماذا؟، ذهبت الطائرات لتلاحقه في معاشيق عدن، وطارده الحرس الجمهوري في طرقات بلاده، لم يستطع بلوغ أي مؤسسة حكومية أو مقر عسكري فقد كان مليئاً بالأفخاخ، أطلق الحوثيون مكافأة ضخمة لمن يأتي برأسه، وحينها أعلن الحرب، لن يقبل أي رئيس يحترم نفسه الخروج مهاناً من بلده بتلك الصورة المريعة التي أرادها خصومه غير الشرعيين، استنجد بالتحالف العربي وقد كانوا ينتظرون رسالته!
- قال له الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بعد سقوط عمران أن قواته وطائراته تحت إمرته، إلا أنه طلب التريث والانتظار فقد يظهر رشيد يوقف جنون الزحف ويمنع الحرب التي كان يعرف مداها وخطورتها، إلا أن أحداً لم يحترم نفسه، نامت صنعاء بعد ليلة اغتصاب هادرة والرئيس محاصر في منزله وعلى بابه ضُرّج دم رفاقه وحرسه!، لم تصرخ العاصمة فقد كانت تحتضن غاصبها بإلتذاذ غريب!!.
-كنت ياعزيزي بحاح رئيساً لحكومة أرادها الحوثيون في صنعاء، فماذا فعلت؟ حاصروك ومنحوك هروباً آمناً غير مزعج، وأنت رجُلُهم الذي جلبوه من واشنطن لتشكيل حكومة إنقاذ، هل تعتقد أنهم سيتوجوك ملكاً عليهم إن قبلت بممارسة دور رجل السلام وإيذاء الشرعية الحكومية، لا تغسل يدك وتتصرف كراهب لا يعنيه شيء سوى السلام، أجبني هل تعي من تحارب؟، إن كنت لا تعرف أن كل العروق الزرقاء في اليمن تقاتل من أجل نقاءها المقدس وكمالها الإلهي وسلطتها المزعومة فأنت لا تعرف حكايتنا مع التسلط السلالي، أنت مجرد مهندس يستخرج النفط في الصحراء، لم تقرأ شيئاً عن الرسيين الذين أرهقوا دمنا طويلاً، وكيف صنعنا جمهورية براقة قبل 54 عاماً، وعُدنا لقتالهم من جديد بعد أن سقط جيشنا في العار، خرج المهندسون والاطباء والطلاب والفقهاء والمعلمون لتشكيل جيش من المقهورين الذين أذاقوا سلطة الحوثيين عذاب الويل والسعير، وحين جئت إلى مأرب قلت لهم إن من يقاتلونهم ليسوا أعداء أحد!، كادوا أن يقتلوك، لولا أن شهامة مأرب منعتهم من ذلك، تركوك تغادر، وقد عرفوا أن ما جئت به كان مستحيلاً، هل تريدنا أن نضع السلاح كي تدخل ألوية الحوثيين العسكرية إلى مأرب والجوف برداء الجيش، ويُطل عبدالملك الحوثي من كهفه ليُلقي علينا مواعظه المنحرفة، كم أنت مثير للشفقة يارجل السلام؟!