د. عبدالرحمن الشلاش
منذ أقر مجلس الوزراء إجازة منتصف الفصل الدراسي لم يصادف أن جاءت هذه الإجازة الوليدة في منتصف الفصل الدراسي الأول، والسبب كما هو معلوم وقوع إجازة عيد الأضحى في الأعوام الماضية في الفصل الأول ما جعلها تعتبر وكأنها في محل إجازة منتصف الفصل.
هذا العام اختلف الأمر فما أن انتظم طلابنا وطالباتنا وتكيفوا مع أجواء الدراسة بعد عطلة طويلة وهي وفق اتفاق الرأي التربوي والعام الأطول على مدى تاريخ التعليم السعودي إلا وباغتت أسرهم والحريصين منهم إجازة منتصف الفصل لتعيد آلاف الطلاب والطالبات لأجواء السهر طوال الليل والنوم كل ساعات النهار ومسح أغلب المعلومات التي اكتسبوها خلال ستة أسابيع على الأكثر, أي ما يقارب الثلاثين يوما، وإذا افترضنا أن مدة مكوث الطلاب في المدارس في اليوم الواحد ست ساعات فإنهم بهذه الحسبة البسيطة قد درسوا 180 ساعة، وبالقسمة على 24 وهي عدد ساعات اليوم يكونون قد درسوا سبعة أيام ونصف اليوم فقط، وتسعة أيام وهي مدة إجازة منتصف الفصل كفيلة بمسح كل ما تحقق خلال السبعة أيام ونصف اليوم وفق الحسبة التي ذكرت ستمسح معلومات وستضعف قدرات وستلغي سلوكيات جميلة انتظم الطلاب في ممارستها مثل النوم المبكر، وتنظيم الوجبات، وتوزيع الوقت على فترات المذاكرة والبحث والقراءة والترفيه والجلوس مع العائلة.
عودة الطلاب في 20-2-1438 بعد الإجازة التي جاءت على غير العادة ستكون بطيئة، وأمامهم كي يستعيدوا لياقتهم وحساسيتهم عدة أيام ثم ما يلبثون أن تداهمهم اختبارات نهاية الفصل في 17-4-1438 وتحديدا بعد سبعة أسابيع لينخرطوا في نوبات من المذاكرة والمراجعة وهي جهود فعلية تستحق أن يرتاح الطلاب بعدها. الراحة تكون جميلة في نهاية المطاف وليس في بدايته. يسعد بها الطلاب بعد أن تكتمل كل البرامج التربوية والتعليمية. تقطيع الفصل بهذه الطريقة تفقده الكثير من إيجابياته خاصة أن الطلاب قد أنهوا إجازة طويلة جدا من منتصف شعبان تقريبا وحتى منتصف شهر ذي الحجة ولدى كثير منهم باستثناء الكسالى رغبة في الدراسة ومواصلة المشوار لعدة شهور دون توقف. لمست لدى معلمين وأولياء أمور وطلاب عدم رغبة في هذه الإجازة.
من وجهة نظري لو تضم هذه الإجازة لإجازة منتصف العام لتكون أسبوعين ربما يكون الوضع أفضل والفوائد أكثر حيث تكون في توقيت مناسب بعد أربعة أشهر من الدراسة يكون الجميع فيه بحاجة لقسط من الراحة والتقاط الأنفاس.