الدمام - ظافر الدوسري:
حذّرت المحاضرة بقسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الملك عبد العزيز في جدة نهى بكري، من ازدياد هروب الفتيات في الفترة الأخيرة، ووصفته بأنه مؤشر خطير، يدل على قصور دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في القيام بدورها التربوي، وإهمال قيام الأسرة وهي أهم هذه المؤسسات في تأدية وظيفتها التربوية وتضخم سوء المعاملة الوالدية المتمثّل في الإهانة والإهمال والنبذ وغيرها. وأكّدت بكري أن حماية الفتيات تتطلب تضافر جهود بين مؤسسات المجتمع برفع الوعي، والتنويه في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام والتواصل بالخطر المحدق ببناتنا والذي يتجاوز حد الخلافات الأسرية لنصل حتى للمنظمات الإرهابية وغيرها. وناشدت بعض وسائل الإعلام التي لا يهمها سوى الإثارة للتطرق لهذه المشكلة دون تفصيل في كيفيتها، حتى لا يشجع فتيات أخريات على اتخاذ نفس الطريق لحل مشاكلهن. من جانبها رصدت الاستشارية الاجتماعية نورة الحمودي، عدداً من أسباب هروب الفتيات، ومنها التغيّر السريع الذي يتصف به المجتمع السعودي هذه الفترة، مما أدى إلى تعميق الهوة الثقافية بين الأجيال، فضعفت معه روابط التواصل والاتصال بين أفراد الأسرة، وهذا بدوره ينعكس على قوة الضبط الاجتماعي للفتيات، مما يجعل الفتاة ترى البديل إما جماعات الرفاق أو وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة. وقالت: نحن بحاجة لجرعات تربوية من كامل مؤسسات التنشئة الاجتماعية، تساعد الفتاة على عمل فلترة لكل ما قد تواجهه في حياتها ويساعدها كذلك على اختيار رفيقة الدرب التي تأخذ بيدها للأمام ولا تكون عضداً لها عند الهروب.