أ.د.عثمان بن صالح العامر
الزيارة الرسمية الأولى - على ما أظن - لمعالي وزير الصحة الدكتور توفيق فوزان الربيعة كانت لمنطقة حائل الصحية، وجزماً لم يكن هذا الأمر مصادفة ولا جباراً بل كانت زيارته التفقدية وسط الأسبوع الماضي عن دراية واختياراً، ومن يعرف شخص معاليه يدرك أنّ تحركاته - وفقه الله - يسبقها تخطيط مبني على دراسات وتقارير تخلص إلى توصيات ونتائج دقيقة وذات بال.
لقد دلت جل التقارير - القديم منها والجديد - على تردي الخدمات الصحية في منطقة حائل، وهذا ليس سراً ولا هو أمر طارئ بل إنّ هذا الواقع المأساوي المرير ملف مكشوف تناقله وزراء كثر في وزارة الصحة، كلهم عجز أن يجد له حلاً يرفع عن كاهل قاطني هذا الجزء من أرض الوطن الغالي، تبعات وعنت البحث عن منطقة يعالجون بها مرضاهم، بعد أن أضناهم الحال ونفد بهم الصبر وطرقوا جميع السبل حتى الكي والأدوية الشعبية.
لقد تفاءل الأهالي بزيارة معالي الدكتور الربيعة لحائل، لما يعرفونه عن شخصه الكريم من التفكير الجاد بإيجاد حلول جذرية ناجزة، خاصة أنّ تصريحاته بعد زيارته هذه وحديثة مع سمو أمير المنطقة، تبشر بالخير وتبرهن على أنّ فجرنا الصادق بواقع صحي أفضل قد قرب بزوغه في سماء المنطقة بإذن الله.
لقد سجل على سبيل المثال مستشفى حائل العام «الذي ننعته بالقديم» شرف زيارة أكثر عدد وزراء ومسئولين كبار، كلهم بلا استثناء يخرجون وهم يفكرون جادين بأن يتم إيجاد البديل فوراً ولا يبقى الحال على ما هو عليه، بل إنّ البعض منهم صرح للإعلام بأنّ الوزارة جادة في البحث عن مكان يستأجر خلال شهرين من تاريخه - إنْ لم تخني الذاكرة - ليتم الانتقال له في أسرع وقت، فالمكان لا يصلح أبداً لأن يكون مستشفى يعالج فيه، والحال وإنْ كان أحسن في مستشفى الملك خالد إلاّ أنه يحتاج هو الآخر إلى دعم كبير، سواء بالتجهيزات الأساسية أو الكوادر الطبية المتميزة أو الأقسام العلاجية المتخصصة أو الخدمات اللوجستية المختلفة، ولذلك فإنّ الوعود الربيعية التي ما زال يتحدث عنها أهالي المنطقة ويأملون أنفسهم بها من انتقال مستشفى حائل العام لمقره الجديد، وافتتاح المستشفى التخصصي، ودعمهما بالكوادر والأقسام العلاجية التي تفتقر إليها حائل، وعود خير ستنزع عن كاهل الحائلين معاناة حقيقية جاثمة على صدورهم سنوات طويلة .
صاحب المعالي .. نعلم عظم المسئولية، وندرك حجم التحديات، ونجزم بجدية البحث لدى معاليكم الكريم عن حل فعلي، واتخاذ خطوات عملية على أرض الواقع تلامس حاجة أهالي المنطقة وقاطنيها، ولا نملك إزاء ما تبذلونه من جهد وما تقومون به من عمل، سواء في منطقة حائل أو باقي مناطق المملكة - أنتم والفريق الوزاري الذي يعمل معكم -، يصب في النهاية في خانة المصلحة العامة لهذا الوطن المعطاء، أقول لا نملك لكم وللمخلصين أمثالكم ممن يبذلون جهدهم ووقتهم، وربما بذلوا أنفسهم في سبيل أمن وسلامة واستقرار وعلاج ووقاية إنسان هذا البلد المبارك، إلاّ الدعاء المقرون بكلمات الشكر والتقدير والاحترام، دمتم جميعاً بخير وتقبلوا صادق الود والسلام.