أحمد بن عبدالرحمن الجبير
أكثر من 130 خبيراً عالمياً، وبمشاركة 65 دولة، وبحضور 1500 شاب وشابة سعوديين، كانت الرياض على موعد هام جداً، نابض بالحيوية والشباب، يُعبّر عن جيل المستقبل، الذي خلع عباءة النمطية والاتكالية، ليثبت للعالم أجمع بأنه مؤهل ولديه الإمكانات، وله قدرة على التأثير والاتصال الحضاري والعالمي، حيث عرض شبابنا أمام قيادات عالمية طموحاتهم، وآمالهم وإنجازاتهم، بشكل أبهر الحضور، ليؤكدوا للعالم أجمع حقيقة رائدة، وهي أن المعرفة قوة، وأن الاستثمار الحقيقي يكون في الشباب وإبداعاتهم.
مؤسسة (مسك الخيرية) مؤسسة وطنية ريادية، انطلقت بأفكار الشباب وقياداتهم، بأنشطتها الراقية، وبرامجها الرائعة، وجاءت لتضع الشباب السعودي في الصفوف الأولى، وفي مكانه الطبيعي لقيادة الأعمال، باعتبار أن الكوادر الوطنية الشابة الأكثر أهمية، وتأثيراً في النمو الاقتصادي الوطني، فعملت على تشجيعهم، ودعمهم وهيأت لهم البيئة المناسبة التي تلائم أفكارهم، ومبتكراتهم حتى أصبحوا في المقدمة ينظمون أعمالهم ومخططاتهم.
ومؤسسة (مسك الخيرية) هي اختصار لمؤسسة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -، وهي مؤسسة غير ربحية، تهدف إلى تنمية الموارد البشرية للقيادات الشابة السعودية، وتوفر لهم التعليم والمعرفة، وجميع وسائل التقنية الحديثة والمتقدمة، وتمكّنهم من الإبداع، وتخلق لهم بيئة علمية وثقافية راقية، وتدعم أعمالهم التجارية، والتقنية والفنية والاجتماعية من خلال البرامج المشتركة مع المنظمات العالمية.
لقد نظمت (مسك الخيرية) الكثير من المؤتمرات، والمنتديات والندوات، وورش العمل وحلقات النقاش في ريادة الأعمال، والتوظيف، والتطوير، والابتكار، والإدارة، والاقتصاد والاستثمار، والتجارة والصناعة، والاختراعات والكتابة، والإنتاج والتأليف، والمسرح، والآداب والفنون، وتقنية المعلومات والتطبيقات الإلكترونية، وصناعة العلامات التجارية والإعلام، والطاقة، والترفيه، والرياضة، ومجالات أخرى عديدة.
وتهتم (مسك الخيرية) بالعناية بالأطفال، وإبراز المبدعين منهم، وتشجيعهم على المشاركة في المحافل الثقافية، وفي جميع الفعاليات، ولمسك العديد من الشراكات الإستراتيجية مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وجامعة هارفرد، ومجموعة بوسطن الاستشارية وأكاديمية نيويورك للأفلام، وكلية آنسياد، وأكاديمية خان، وكلية بابسون، وشركة جنرال إلكتريك، وقوقل ولينك وتويتر.
وتركز (مسك الخيرية) على الاهتمام بالشباب وإطلاق مشروعات ثقافية وإعلامية لهم تهدف لتنمية المجتمع الشبابي، وتشجيعهم وتحفيزهم على الإخلاص في العمل والإبداع، مثل ما حصل في منتدى تطوير الأعمال برئاسة سمو الأمير محمد بن سلمان ومشاركة معالي وزير التجارة والاستثمار معالي الدكتور ماجد القصبي، ووزير الدولة لشؤون الشباب في الإمارات الوزيرة شما المزروعي.
وتسعى (مسك الخيرية) نحو مجتمع حديث، ومتقدم قائم على المعرفة، والمهنية والكفاءة، وتحقيق الإنجاز المتميز، والقيمة المضافة للمجتمع السعودي عبر جذب المؤسسات العالمية عالية الجودة والمستوى، والمشاركة الفاعلة في منظومة الشراكات الدولية، وتوسيع دورها الإستراتيجي على مستوى العالم، حيث تأتي الاتفاقيات التي وقّعها سعادة أمين عام مؤسسة (مسك الخيرية) الأستاذ بدر العساكر مع عدة جهات عالمية أكبر دليل على ذلك بما ينعكس بالفائدة على المملكة.
و(مسك الخيرية) تقف في مقدمة مؤسسات المملكة الرائدة من حيث رعاية، وتشجيع التعلم والابتكار والإبداع، وقيادة الأعمال من أجل التنمية المستدامة، وفتحت المدارس والمعاهد والكليات القائمة على معايير دولية حديثة بالتعاون مع شراكات، وبيوت خبرة عالمية ذات التجارب المتقدمة في مجال التدريب الفني والعلمي والتقني، لإعداد الشباب والشابات السعوديين ورسم خريطة طريق لهم لخدمة أنفسهم وأسرهم ووطنهم.
لذا نتمنى من جميع المؤسسات والشركات الأخرى العاملة في المملكة أن تحذو حذو مؤسسة (مسك الخيرية)، وأن يسعوا إلى تدريب الأجيال القادمة من القيادات السعودية الشابة، والعمل على تطوير أفكارهم ومهاراتهم، وإبداعاتهم في الكثير من المجالات، وخاصة في قيادة الأعمال، ليساهموا في تعزيز الإنتاجية والكفاءة والمهنية الوطنية، وتنويع مصادر الدخل والاقتصاد، وتوفير فرص عمل لجميع المواطنين.
والارتقاء بمهارات الكوادر البشرية السعودية، ومضاعفة أعدادها، وكذلك مضاعفة أعداد المتدربين في المجالات الفنية والتقنية والهندسية، والاقتصاد والإدارة، والمال والنقد، وأسواق المال والاستثمار، وذلك من أجل تهيئتهم للعمل في مختلف القطاعات المحلية، ويكون لدينا ثروة هائلة من القيادات السعودية الشابة لدعم التنمية الاقتصادية المستدامة، وتنوع مصادر دخل المملكة وتحقيق التحول الاقتصادي 2020م، والرؤية السعودية 2030م.
وأخيراً فأنا أجزم أن مؤسسة (مسك الخيرية) قدمت رؤية وطنية طموحة، تهدف إلى إعداد شباب وشابات السعودية، وتطوير قيادة الأعمال الوطنية، بما يجعلني كمواطن أرفع القبعة احتراماً، وتقديراً لسمو ولي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان على هذا العمل الجبار، والإنجاز العظيم، وأكون أكثر ثقة، وتفاؤلاً بقدرات أمينها العام الشاب النشط والمثابر الأستاذ بدر العساكر، وفق الله الجميع.