محمد المنيف
الوسائط في العمل الفني هي ما يُنفذ به العمل أو يُضاف له من إضافات تحقق النتيجة المراد التعبير بها عن الفكرة أو الموضوع، وليس هناك حدود أو مواصفات لتلك الوسائط، فقد يستخدم الفنان كل ما يقع في يده، كالأخشاب أو الخيش أو قطع القماش وكذلك قطع النحاس أو الحديد أو منتجات البلاستيك إلى آخر المنظومة.
هذه الطريقة أو الأسلوب في تنويع الخامات التي خرج بها الفنانون المعاصرون من عالم الألوان الزيتية والمائية والحفر إلى الانفتاح على كل خامة أو وسائط، تحتاج إلى دراسة مستفيضة خاصة ما يتعلق بالمعاجين أو ما يتم إضافته على العمل بمواد لاصقة، فقد حدث الكثير من تلف لتلك الأعمال التي اقتناها بعض رجال الأعمال وكذلك ما شاهدته في أحد المكاتب في إحدى الوزارات استخدم فيها معاجين أُعدت من بعض المساحيق الأسمنتية أو الجبسية مضافاً إليها مواد صمغية، تذمر من تلفها من أصبحت في عهدته بعد تسلمها ممن كان قبله، دون علمهم أن على المقتني التأكد من نوعية تلك الوسائط وعمرها الافتراضي وجودتها ومدى ضمان بقائها، أو على الأقل أخذ اتفاق مع الفنان أو الجهة التي قامت بتسويق مثل تلك الأعمال على القيام بترميمها في حال تعرضها للتلف بسبب رداءة تلك المواد.
هذه الأساليب التي انتشرت من قبل بعض الفنانين المعروفين أو ما يقوم به التشكيليون والتشكيليات الشباب من تجارب في هذا الاتجاه، لم تكن قد مرت بمختبرات عملية تعرضت فيها تلك المعاجين للمؤثرات الطبيعية كالأجواء بين باردة وساخنة وبين أضواء طبيعية كالشمس أو صناعية كالكهرباء، كما هو معلوم عند الجميع تأثر أي خامة بمثل هذه التغيرات وكما نرى في شروط المتاحف العالمية بعدم استخدام الفلاش لئلا يؤثر على ألوان اللوحات، إضافة إلى ما قد تتعرض له تلك الأعمال من جهل العمالة المكلفة بتعليقها أو تنظيفها كما شاهدنا من إتلاف للوحات جدارية نفذت بالسجاد في أحد المرافق المهمة.
لقد كشف ذلك التلف ما كان يقوم به أولئك الفنانون من أعمال لا تتكئ على دراسة أو خبرات كافية تضمن بقاءها.