يسأل الكثير من المقبلين على الزواج عن سؤال في غاية الأهمية ألا وهو ما حدود العلاقة بين الزوجين؟
- وهل وجود ذاك الرباط المقدس يعطي الحق لأحد الزوجين اقتحام خصوصيات الآخر؟
- هل الزواج الناجح يعني أن يبوح الزوجان بجميع أسرارهما القديمة للشريك، وربما مغامرتهم قبل الزواج وكشف كل ما استتر من ذكريات؟
- هل يكفل عقد الزواج أن يتطفل الزوج على جوال زوجته؟
- هل الزواج يعطي الزوجة الحق أن تتجسس على حياة زوجها الخاصة وأن تفتش أوراقه وتعرف تفاصيل يومه؟ أين ذهب؟ ومن جالَس؟ وبماذا تحدث؟
- هل يكفل عقد الزواج الحق لأحد الزوجين مطالعة إيميل الشريك وتتبع رسائله بحجة ذوبان الحواجز؟
- هل من دلالات الحب بعد أن تعود الزوجة من بيت أهلها أن تنقل لزوجها تفاصيل حياتهم؟
- هل يلام الزوج في إخفاء تفاصيل حياة أخواته وإخوته عن زوجته؟
للأسف إن الكثير من المقبلين على الزواج ربما يشطح بهم الفكر بعيدًا عن إدراك بعض المفاهيم الهامة في الزواج، ومنها مفهوم الخصوصية في الحياة الزوجية، والتي أكد أهميتها ونستون تشرشل بقوله: إن السبب الذي جعله ينجح في الإبقاء على زواجه ناجحاً لمدة 56 سنة هي احترام الخصوصية من كلا الطرفين!
والخصوصية لا تعني أن يحيط الشريك كل تفاصيل حياته بالسرية التامة والغموض الكامل، ولكن ما أعنيه وجود مساحة معقولة مرنة تكفل له الحق في الاحتفاظ بشيء من الخصوصية أن يقابل من يشاء من أصدقائه، في أن يبقى لوحده حيث أراد، في أن يحجم عن الحديث في موضوع لا يريد أن يتحدث فيه.
وحتى تكتمل الحياة الزوجية فيجب أن لا يذوب الزوجان في بعضهما ويلغيا هوية الشريك، وهو ما سيؤدي إلى اختناق العلاقة وكتم أنفاسها.
فمن غير المعقول اقتحام الخصوصية، وتسلق أسوار الشريك، للاطلاع على أدق التفاصيل .
يقول ريتشارد تمبلر: إن قرار الشريك ألا يتحدث في أمر ما يجب ألا يزعج الآخر ولا يفقده أعصابه، فلكل طرف الحق في امتلاك مساحة من الخصوصية ذلك ولا يحق للآخر أن:
- يتملق.
- يهدد.
- يبتز عاطفيًا.
- يسحب امتيازات.
- يتجسس لمعرفة الخفايا بطرق ملتوية.
أيها الزوجان، استمتعا بحياتكما ولا تجنحا للفضول المؤذي، فهو سبيل للتخوين وطريق لبذر الشك وتدخل سافر في حياة الشريك.