لقد شاهدت كما شاهد الجميع برنامج الثامنة على قناة (إم بي سي) التي تم فيها استضافة وزراء المالية والخدمة المدنية ونائب وزير الاقتصاد والتخطيط حيث شهد اللقاء ردود فعل واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، حيث تساءل الجميع كيف للسعودية أن تفلس خلال ثلاث سنوات كما صرح معالي نائب وزير الاقتصاد والتخطيط وكان مما قاله، «لو لم تُتخذ إجراءات عديدة لضبط الإنفاق -كما يمكن اختزاله من مجمل ما قاله- لكان الاقتصاد الوطني يسير على خط الإفلاس بعد ثلاث أو أربع سنوات». فمثل هذا التصريح وإن وصفه البعض بالشفافية لكنه حقيقة غير موفَّق؛ لأنه سيثير حفيظة المستثمر المحلي والأجنبي، ويزيد من القلق لدى الأفراد؛ فيُحجموا عن الاستهلاك والإنفاق عمومًا بالاقتصاد أو الاستثمار، ويميلوا للتشدُّد بالادخار وبعملات عديدة أو معادن كالذهب خوفًا من أي تغيير بسعر صرف الريال، الذي تم نفيه كثيراً.
وما قاله معالي وزير الخدمة المدنية إن إنتاجية الموظف السعودي بالقطاع العام تصل إلى ساعة واحدة يوميًّا مستندًا بذلك إلى دراسة قديمة جدًا قُدمت سابقًا ولم يوافق عليها، وبعيدًا عما ذُكر بالدراسة إلا أن ما قيل حول حجم الإنتاجية يُنظر له كإحباط لعموم العاملين بالأجهزة الحكومية؛ فنصف الموظفين المدنيين هم بقطاع التعليم، ونحن نعلم مدى عملهم وإنتاجيتهم، فهناك المعلم الذي يعلم الأجيال ويتخرج على يديه الأطباء والمشرفون والمهندسون فكيف لمعلم أو غيره أن يعمل ساعة واحدة وهل هذه الساعة كافية للتعليم وإعطاء معلومات تفيد تلك العقول، ولو افترضنا أن عدد الحصص للمعلم أو المعلمة تتجاوز خمس حصص باليوم فلو جمعت لكانت أكثر من أربع ساعات ناهيك عن تلك الأوراق التي تحتاج إلى تصحيح وكذلك تدوين الدرجات.
أما بقية القطاعات فجميعنا يعلم حجم الضغط على القطاع الصحي، وإنتاجية العاملين فيه كبيرة جدًّا، سواء المواطنون أو الوافدون.
نعم هذه التصريحات تسببت في انعكاسات سلبية لا حصر لها ولكن نقول برغم كل هذة الصعوبات والتحديات سوف نتجاوزها بتوفيق من الله عز وجل ومن ثم الاعتماد على أبناء هذا الوطن المخلصين المحبين لهذا البلد ولقيادته الرشيده وأخيراً أقول حفظ الله دولتنا ومدخراتنا وحقق لبلادنا العز والتمكين والرفعة والسيادة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمين وولي ولي العهد حفظهم الله ورعاهم.