هناك صعوبات وعقبات تواجه الموظف أثناء تأدية واجبه الوظيفي، سواء في القطاع الخاص أو الحكومي، وهذا يجعله دومًا يحمل بين يديه ورقة ضغط على المدير ليحقق أهدافه بها. إن هذه الورقة متى ما تم إشهارها من الموظف فهي تعد المحك الرئيسي في مدى نجاح المدير وتصرفه في قيادة وتبني هذا الموقف من عدمه. إن الورقة التي أعنيها أخي القارئ/ أختي القارئة هي ورقة الابتزاز الوظيفي.
إن الموظف عليه أن يعي ما يصدر منه جيدًا من أقوال وأفعال؛ حتى لا يجد نفسه بين شد وجفاء مع إدارته، ثم عليه في الوقت نفسه الترفع عن بعض التصرفات التي لا تليق به، والتي أشبه ما تكون بالتصرفات الصبيانية. وأخيرًا عليه ألا يحاول أبدًا استخدام تلك الورقة إلا بعد أن يسأل نفسه هذه الأسئلة: متى وكيف ولماذا أستخدم هذه الورقة؟ هذا ما يتعلق بالموظف في هذا الجانب.
على الجانب الآخر، إن على المدير أن يستخدم الحنكة والتروي والصبر في الابتزازات الصادرة من موظفيه، وعليه التحلي بسعة الصدر ومحاولة الجلوس مع الموظف المبتز ومحاورته؛ ليصحح أفكاره، أو ينظم معتقداته، فإذا امتنع الموظف وأصر على عدم مقابلة رئيسه عندها على المدير الناجح ألا يخضع لابتزازه، وليخبره بهدف الحوار أنه ليس للتودد لذاته والتوسل إليه، وإنما من أجل مصلحة العمل التي ينطوي خلفها مصالح عدة.
في الختام: لا يستطيع الإنسان أن يحيا حياة طبيعية في ظل الابتزاز مهما كان نوعه، سواء في المنظمات الإدارية أو في الحياة المعتادة. وبشكل عام، فإن الابتزاز الوظيفي يستخدم متى ما أحس الموظف بالفشل في عمله من عدم الإنتاجية، أو عدم القدرة على مواكبة تطلعات المدير، لكنه أيًّا كان السبب، فمن وجهة نظري إن ورقة الابتزاز لا يستخدمها إلا العاجز عن الاستمرار في التقدم والإبداع ومواجهة الصعوبات والتحديات، وعلى المدير عدم الخضوع للابتزازات، وأن يخبر كل من يرفض الحوار بأن الأبواب مفتوحة، وأن عجلة الحياة وعمل المنظمة مستمرة، ولن تتوقف أبدًا.
أخي القارئ/ أختي القارئة، هذا طرحي المتواضع، أضعه بين أيديكم الكريمة في هذه الصحيفة المتميزة، ولك مشاركتي بتعليقاتكم وآرائكم التي أحسب أنها ستثري الطرح، وتزيده تميزًا وإشراقًا.
- عميد كلية بيشة