الثقافية - محمد المرزوقي:
كما هي عادة «مسافر» الشاعر الرمز أحمد الصالح، الذي ما تزال حروف كلماته تمتد قصائد سامقة المبنى.. وارفة المعنى، ما يعطي لرسائل العتاب الشعرية لديه دلالة يجتمع في ظلالها الود، ولطف الإحساس، ودماثة الحس بين الشاعر ومحبيه، ما يجعل من شكواه للمحبين ذات لون، ونكهة، وصور يغمرك عتب صاحبها، وتهطل عليك أحاسيس الشاعر في كل بيت يعاتبك فيه بأزاهير من نمير بيانه.. كما هو في هذه الرسالة العتابية التي بعث بها «مسافر» إلى الزميل مدير تحرير الشؤون الثقافية بجريدة «الجزيرة» الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي.
أبا يزن أشتكي فاسمعوني
حروف الثقافة أعمت عيوني
فلا أستطيع قراءة بحث
سوى سطر، ثم عشىً يعترني
أليس لأهل البيان مقام
بنشر جليّ وحرف مبينِ؟!
ليقرأه عاشقو كل فن
ونطرب للشعر عذب اللحون!
ويثري النقاش بصير تلاه
وتستقطبون رفيع الفنون
فشكراً، وعذراً لشكوى محبٍ
يريدُ الثقافة فوق الظنون