د. أبو أوس إبراهيم الشمسان
ظهر على صفحة عنوان كتابي الأول (الجملة الشرطية عند النحاة العرب) هذا التركيب: «تأليف أبو أوس إبراهيم الشمسان».
طبع هذا الكتاب في مطابع الدجوي في شارع عبدالعزيز وسط القاهرة، وكانت المطبعة قديمة تصف الكلمات حرفًا حرفًا، تلتقط من صندوق الحروف وتوضع في مكانها من القالب، أما أسماء الأبواب والفصول وما تشتمل عليه صفحة العنوان كل أولئك يكتبه خطاط، ثمّ تحوّل كتابته إلى خاتم يثبت على خشيبة مناسبة لمستوى القالب، وكان الخطاط مصطفى لطفي رحمه الله هو من تولى كتابة ذلك كله، فكتب اسمي بخط الثلث والديواني والفارسي والرقعة، واخترت لاسمي في صفحة العنوان ما كتبه بخط الثلث، وكانت الكلمات تأتي مفردة، فهذه كلمة (تأليف) وهذا اسم المؤلف (أبو أوس إبراهيم الشمسان)، ولم ننتبه إلى أنّ كلمة (تأليف) سترد بعد الصف مضافة لاسم المؤلف، وخرج الكتاب على نحو يدعو إلى التوقف والمعاتبة، وهذا ما دعاني حين أعدت إظهار الكتاب مصورًا إلى معالجة الأمر. وعلى الرغم من هذا لم يراجعني في الخطأ في الطبعة الدجوية سوى الزميل الدكتور مصطفى السنجرجي في قسم اللغة العربية في جامعة الكويت، وكان العلاّمة الأستاذ الدكتور أحمد مختار عمر رحمه الله حاضرًا معنا، وسمع كلام الدكتور السنجرجي، وأحسّ حرجي؛ فبادر بالجواب قائلًا هذا هو الصحيح، وكان قوله حاسمًا، فانتهت المسألة عند هذا، وكان قول أستاذنا الدكتور أحمد مختار عمر محفزًا للتحقق من المسألة، وكنت سمعت أيام الطلب في جامعة الملك سعود كلية الآداب من أستاذنا محمد لطفي الصباغ إشارة إلى الحكاية ممثلًا لها بما نسب إلى أبي حنيفة «لَوْ أَنَّهُ حَيٌّ يَرْمِيهِ بِأَبَا قُبَيْسٍ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ شَيْء»، ولكن هذا قد يحمل على لغة القصر، فلا مساغ فيه لما أريد، ومنذ ذلك الوقت حدثتني نفسي بالبحث عن المسألة؛ ولكن لم يتهيّأ لي الأمر بما اجتذبني من الصوارف المختلفة حتى أهداني ابني البار الأستاذ فهد الخلف المحاضر في قسم اللغة العربية في كلية الآداب، من ضمن ما يواليه من هداياه القيِّمة، كتابًا له من اسم مؤلفه نصيب هو كتاب «مجيء (أبو) في محل نصب أو جرّ، على الحكاية: عليّ بن أبو طالب، معاوية بن أبو سفيان، رضي الله عنهم»، ألّفه إبراهيم بن عبدالله بن عبدالرحمن المديهش، فالكتاب مدهش في استقصائه متنًا وحاشية.
لا جدال في أنّ ما ظهر على غلاف كتابي معاند لقواعد العربية، وما تعمدت أن يكون كذلك، على أنّ تعامل الناس مع الأعلام في هذا العصر اختلف بعض الاختلاف عن طريقة السلف، ولذلك جاء في مداخلتي عن كتاب المديهش قولي عن الأسماء المحكية «ولذلك لا حاجة لتخريج ما جاء في التراث منها، ولا الزعم أنها في الكتابة بالواو وفي النطق بالألف نصبًا وبالياء جرًّا؛ وأما في العصر الحديث فإنّ المصلحة تدعو إلى تثبيت الاسم على حالة واحدة فيكون الاسم مبنيًّا ولمن أراد إعرابه أن يعربه على الحكاية، وقد ورد في (مجموعة القرارات العلمية في خمسين عامًا) ص36، قرار ذهب في بعض ما ذهب إليه إلى تسكين الأعلام كلها إجراءًا للوصل مُجرى الوقف. واقترح عباس حسن أن يكون الاسم مثل (محمد علي حسن) اسمًا واحدًا مركّبًا تركيب مزج، وأنا أميل إلى قوله».