نفى بعْضَ أوْجَاعِي وجاءَ بأوْجَاعِ
فيا ليْتَه ما جاءَ يَسْألُ أوضاعي
ويا ليتَ نبْضَ النُّورِ ما ذاعَ صافياً
لِيبْعثَ ليلاً والسَّنى في دمِي ساعي
سَلوْتُ ولمْ أسْلُ وفِزتُ ولمْ أفزْ
تقاسَمَنِي سَعْدٌ وهَمٌّ بلا داعي!
فيا هاجسِي رِفقاً إذا ضلَّ هاجسي
ولا تأتِ إلاَّ[هَوْبَراً] عادلاً [واعي] [1]
فلَسْتُ بِملْحَاحٍ ولستُ بِناكثٍ
ولسْتُ بجَحَّادٍ ولستُ بمرتاعِ
إذا لمْ تَنَلْ.. ذاتي فليس بمُخْطئٍ
سِواها ولو أدْلَى هَواها بِسَطَّاعِ
هفوتُ عزيزاً هلْ تُعَابُ مَشاعلي
إذا بانَ أوْجِي مُسْتخِفَّاً بأطماعِ؟
عرفْتُ الهوى صَقْراً إذا طاحَ بالهوى
صَفِيقٌ شكا بَعْدَ الوَنَى كَسْرَ أَضْلاعِ
وما سِرتُ إلاَّ بالوفاءِ إذا مضى
أناسٌ بخَتْرٍ أُبْهِجُوا من يدَيْ لاعي
أُعَظِّمُ من يرعَى الوفاءَ سجيَّةً
وللعابثِ الغدَّارِ لستُ بمُطْوَاعِ
ولستُ بِمَنْ يَطْوي على الحِقْدِ شَأْوَهُ
ويُحْرَقُ من غيرٍ يُبَاهِي بإِشْبَاعِ
أشادَ الرِّضا في النَّفسِ مليونَ غايةٍ
وما زالَ- إنْ أقصى لظى الظِّلّ- إسْراعِي
جعلْتُ على درْبِ السَّواءِ مَسِيرتي
فلنْ يستطيعَ النَّكْثُ والإفْكُ إرْجَاعي
وما.. بمعوقٍ إنْ تَقزَّمَ شامِخٌ
إذا الصِّدْقُ والإخْلاصُ والحبُّ أتْبَاعي
أعيشُ على قاعٍ ولكنْ على ذُرَى
وغيري على أوْجٍ يُمرَّغُ في القاعِ
هيَ النَّفْسُ إمَّا أنْ تكونَ إرادةً
وإمَّا بلا.. كالشَّاةِ تسعى بلا راعي
فيا لائمي إنِّي انحَنَيْتُ لواجبٍ
جليلٍ وبئس المرْءُ لم يَسْعَ للدَّاعي
... ... ...
1 - يضرب به المثل للشعر المليح فيقال لصاحبه خالطه الهوبر ويزعمون أنه شيطان الشعر وهو عكس الهوجل.
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور