سعد الدوسري
ظاهرة مبالغة البعض في الحديث عن إنجازاتهم أو إنجازات أبناء وبنات وطنهم، ظاهرة متفشية في كل البلدان، وقد تتراوح بين المقبولة وغير المقبولة. ولذلك، يجب الحذر من الانجراف وراء كل ما يكتب عن الإنجازات الفردية، والتمهل حتى يتم تأكيدها من قبل جهات موثوقة ومعترف بها. صحيح أن العواطف تأخذنا، ولكننا مطالبون في النهاية، بنقل الحقائق وليس الادعاءات، خاصة إذا كان هناك من يتابعنا، ويحسن الظن بنقلنا.
في مجال صناعة الأفلام الشبابية، التي سجل من خلالها أبناؤنا وبناتنا نجاحات لافتة، في أكثر من مهرجان دولي وإقليمي، يطرح الكثيرون هذا السؤال:
- ما قيمة فوز سعودي أو سعودية بجائزة سينمائية، ونحن نحرّم وجود السينما في بلادنا؟!
ويطرح آخرون سؤالاً آخر:
- هل تمنح لجان المهرجانات الجوائز للسعوديين والسعوديات، لأنهم يستحقونها، أو لكي يضغطوا على المؤسسات المحلية المعنية لكي تسمح بالسينما؟!
مثل هذه الأسئلة المغلفة بالأحكام، قد تقلل من شأن إبداعات صناع الأفلام، الأمر الذي قد يثبط من عزائمهم في إنتاج أفلام تعبر عن همومهم وأحلامهم. وربما حدث هذا في عموم التجارب الفيلمية، منذ عبدالله المحيسن، مروراً بهيفاء المنصور، وحتى محمود صباغ، مخرج فيلم «بركة يقابل بركة»، الذي تم ترشيحه قبل أيام، من قبل لجنة الأوسكار، للدخول في قائمة التنافس على فرع الأفلام الأجنبية.