ناصر الصِرامي
بحسب تقرير صادر عن Freedom House وهي مؤسسة بحثية تقول إنها تدعم الديمقراطية، فإن ثلثي مستخدمي الإنترنت حول العالم يعيشون في ظل رقابة حكومية، مع نمو المزيد من القيود المفروضة على شبكات التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الإعلام الجديد، إضافة إلى برمجيات التراسل الفوري.
يعترف التقرير أن حرية الإنترنت حول العالم انخفضت في العام 2016، وذلك للسنة السادسة على التوالي، والتي اتجهت هذه المرة إلى محاولة «خنق» خدمات التواصل والتراسل. وتبقى معادلة ملفتة بين زيادات التطبيقات وتنوعها وانخفاض حرية الاستخدام!
الدراسة التي حللت حرية الإنترنت في 65 دولة، وغطت 88% من سكان العالم على الإنترنت، أظهرت أن الصين تتربع على رأس القائمة كأسوأ بلد في مجال حرية الإنترنت للعام الثاني، تليها حكومة نظام بشار الأسد في سوريا، ثم إيران..!
و«زعمت» الدراسة أن حرية التعبير بأمريكا، ارتفعت بدرجة طفيفة خلال العام الحالي بسبب قانون الحرية المطبق هناك، الأمر الذي يحد من عمليات جمع البيانات الشاملة التي تقوم بها وكالة الأمن القومي ووكالات الاستخبارات الأخرى. وهو أمر لا يفترض بك أن تثق به كثيراً.. أو قليلاً، دائماً هناك وسيلة حرة وقوية وضاغطة لجمع المعلومات من قِبل الوكالات الأمنية في العالم، التي تقدم بشكل معلوم الأمن على أي حرية نظرية للمعلومات!.
لا يمكن حقيقة فصل التجسس وخرق الخصوصية،كلاهما يتمان لأسباب مرتبطة ومختلفة، هناك أسباب تتعلق بالثقافي والأخلاقي: (المخلة بمنظومة العادات والتقاليد والمعتقدات)، ثم السبب السياسي الكبير: (التعبير السياسي والمعارضة السياسية والنقد والقذف والازدراء السياسي للأنظمة أو الدول أو رموزها). ولا يقل أهمية أبداً الجانب الاقتصادي: (والذي يتسبب في خسارة الدول لجزء من دخلها المعتاد عبر شركات الاتصالات ومقدمي خدمات البيانات ونحوها)، والتي تمتلكها الدولة، أو تستفيد من تنظيمها عبر منحها تراخيص برسوم عالية مع حق في جمع المعلومات منها، وفي أي لحظة!
ثم يأتي التجسس على الأنشطة عبر الحواسيب والأجهزة والتطبيقات من الشركات (الأجنبية) المطورة لها، والحقيقة أن المشكلة ليست في تجسس تلك الشركات على مواطني الدول التي تفرض الحجب أو تمنع التطبيق! ولكن الدول لا تتسامح مع رفض تلك الشركات منحها حق الحصول على المعلومات المختلفة والدقيقة التي ترغب الوصول إليها عن نشاطات مواطنيها والمقيمين فيها، فالخطر هنا يتحوّل إلى وجودي وأمني، إذ لا أحد يضمن إلى أين ستذهب كل تلك المعلومات!
مايكروسوفت أكدت في اتفاقية ويندوز 10 أنها تجمع معلومات من أجل تحسين تجربتهم للنظام وعرض الإعلانات الملائمة لهم.. نحن هنا أمام اعتراف أنها تجمع وتجمع وتجمع!
لكن من الطريف جداً، اعتقاد بعض المستخدمين أن التنصت والتجسس عبر المعلومات لا يحدث في نظام أندرويد من جوجل أو أي أو أس من آبل الذي يعمل به آيفون وآيباد أو في بقية الأنظمة!
هل تعتقد أنك وفي خلوتك مع هاتفك الذكي المتصل بالإنترنت معزول عن أنظار العالم؟ وأن مزودك بالإنترنت لا يملك سجلاً بكل زياراتك وتصفحك، وردود أفعالك؟! أو تعتقد أن فيس بوك وواتساب وتطبيقات الدردشة تلغى بعد أن «تمسح» محادثاتك وصورك وفيديوهاتك، وأنها لا تملك على خوادمها نسخاً احتياطية من المحادثات؟!
إذا كنت تتوقع أو تؤمن بذلك لو جزئياً فإن عليك فحص قواك العقلية فوراً..؟!