بغداد - «الجزيرة»:
أعلنت القيادة الأمنية في محافظة الأنبار، حالة الطوارئ في أغلب مناطق المحافظة بعد الانتكاسة الأمنية التي شهدتها، فيما اتهم مجلس المحافظة قيادات أمنية بالتواطؤ والتعاون مع تنظيم (داعش) لتسهيل تنفيذ هجماته وقال عضو اللجنة الأمنية في المجلس، راجع بركات، أن «محافظة الأنبار شهدت في الأيام القليلة الماضية انتكاسة أمنية كبيرة في عدد من مناطقها، إِذ استطاع تنظيم داعش أن يشن هجمات وينفذ تفجيرات كبيرة في عدد من بلدات المحافظة»، مضيفًا «سبق أن حذرنا الحكومة من مغبة إهمال الملف الأمني في المحافظة، وأنّه يحتاج إلى قدرات عسكرية وبعد استخباري وتدعيم بقوات العشائر، لكن الحكومة لم تستجب لتحذيراتنا ولم تأخذها بنظر الاعتبار وتم إعلان حالة الطوارئ في أغلب مناطق محافظة الأنبار، بسبب هذه الخروقات، وأنّها حالة مؤقتة سترفع عند السيطرة على الوضع»، مشيرًا إلى أن «سبب الانتكاسة يعود لتواطؤ كبير من قبل قيادات أمنية مع تنظيم داعش.
وأوضح أن «هذه القيادات قدّمت الدعم والتسهيل والإسناد لداعش بتنفيذ هجماته»، مبينًا أن «مجلس المحافظة عقد اجتماعًا مع المسؤولين عن الملف الأمني وأبلغهم بهذا التواطؤ»، مستبعدًا أن «تتم محاسبة أو إحالة القادة المتورطين إلى القضاء، على الرغم من اتهامنا لهم»من جهته، حذّر القيادي العشائري في المحافظة، الشيخ حسن الجميلي، من «خطورة بقاء القيادات الأمنية المتواطئة مع داعش» وقال الجميلي، إن «الوضع الأمني في محافظة الأنبار سيئ للغاية، ويتطلّب موقفًا حكوميًا حازمًا للسيطرة عليه»، مبينًا أن «الإجراءات الأمنية التي تتخذ غير كافية لحماية الأنبار، إِذ إن لداعش وجودًا كبيرًا في الصحراء الغربية للمحافظة، ما منحه فرصة التحرّك وشن الهجمات، فضلاً عن جيوبه الأخرى»ويشار إلى أن تنظيم «داعش» كان قد كثّف في الأيام الأخيرة هجماته وتفجيراته في مناطق محافظة الأنبار، وتسبب بارتباك مشهدها الأمني، الأمر الذي أعاد المخاوف من مغبة عودة تمدّد التنظيم في مناطق المحافظة وعلى خلفية التداعيات الأمنية، أعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي تشكيل «خلية أزمة» عاجلة بعد التفجير الانتحاري الذي استهدف حفل زفاف في بلدة عامرية الفلوجة، الذي أسقط العشرات بين قتيل وجريح وذكر الراوي، في بيان، أنه «شكّل فور وقوع الحادث، خلية أزمة عاجلة بالتنسيق مع القيادات الأمنية والحكومة المحلية لقضاء عامرية الفلوجة، لبحث التداعيات الأمنية والإنسانية وإعادة تنفيذ الخطة الأمنية للمحافظة، بما يتناسب والتحديات الراهنة فيما عزا سكان محليون في محافظة الأنبار، الخروقات الأمنية وانعدام الخدمات الضرورية لعودة الحياة والاستقرار إلى المدن المحررة، إلى «انشغال مسؤولي المحافظة بخلافاتهم السياسية ونزاعهم على المناصب وتبنّى تنظيم «داعش» الهجمات الأخيرة التي ضربت مدن محافظة الأنبار، حيث أعلنت وكالة «أعماق» الناطقة باسم التنظيم، قيام عناصره باستهداف ما وصفته «تجمعًا لصحوات الردة»، بتفجير سيارة مفخخة مركونة في عامرية الفلوجة وتشهد محافظة الأنبار عمليات عسكرية متواصلة، تشنّها القوات العراقية بمساندة طيران التحالف الدولي، لاستعادة المدن والنواحي التي ما تزال تحت سيطرة «داعش»، في وقت يحاول التنظيم فتح جبهات أخرى، وإشغال القوات العراقية لتخفيف الضغط على المدن تحت سيطرته.