د. خيرية السقاف
جاء «الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت» المؤتمر الفذ الذي رعاه محمد بن نايف أمير الأمن للتوعية الآمنة، لتوعية, ومشاركة الأفراد لحماية المجتمع من الأبواب الخفية, والظاهرة, والممكنة, والمتاحة مفاتيحها للصغار قبل الكبار, لأمنهم معاً, وسلامة قوام أخلاق وصحتهم النفسية, والجسدية..
تحدثت الوسائل الإعلامية بأنماطها عن هذا الملتقى, ونشرت وأذاعت نتائجه, وتوصياته التي فاقت الاثنين وعشرين توصية, والتي ستكون قيد التنفيذ بكل تفاصيله ومحاورها, وبنودها.
لن أكرر ما قيل, ولن أضيف لمن كتب, فالجميع قد أدرك عالماً فتأكد, أو جاهلاً فعرف وأيقن, عما يجهل العامة, وعما لا بد أن يحاطوا بعلمه, فيتقوا عواقبه, إذ تم تأكيد, وتفنيد العقوبات لأي حادثة سلوك تحت خط التعريف بالجرائم المنصوص عليها في نظام مكافحتها، التي جلبها, ويتفنن في تنويعها, وبرامجها, وزجها كالسم في العسل الإنترنت, فينشرها القاصد, والغافل, ويقع فيها الغر, طفلاً, ومراهقاً, أو حتى الكبير ممن يقع في غوايتها.
ما وجدته اتخاذاً فعالاً, وسريعاً مع هذا المؤتمر عالي الأهمية هو اطلاعي على ما قامت به بعض الأمهات, وكل واحدة منهن لا تعلم عن الأخرى, بل لا تعرفها, إذ أقدمن إلى أبنائهن فجمعنهم, وفي حلقات توعية, وتذكير, وتمثيل, وتحذير بأسلوب تربوي مثالي شرحن لهم التفاصيل, وذكرن لهم بعض الأحداث, وبسطن بين أيديهم مدلول الاستغلال, والتحرش, ومفهومهما, وسبلهما, ووسائلهما, وكيفية ذلك, وأنواعها, ثم ما عليهم أن يتبعوه في أي تعامل مع الإنترنت, مع أي محاولة, أو شكل لهذا الاستغلال, بما فيه تحريض هممهم لأن يتفاعلوا مع التبليغ همة, ونخوة أخلاق, وتأكيداً بسلامة تربيتهم, ورفعة أخلاقهم, وعمق وعيهم وإدراكهم, وقد لعبن بهذا على وتر يميل لنبضه الأبناء, وهن يؤكدن لهم أهمية أن يحرصوا على والديهم من مواقف الحرج, ومن عقوبة تُخزيهم إن طولبوا بأي خطأ يلحقونه هم أبناؤهم بهم, عن فهم أو عن جهل وهم يستخدمون البرامج المختلفة, و ما وراء المؤشرات, والروابط من فخاخ..
ثم عرفنهم بالأرقام التي يبلغون عنها الجهات المسؤولة في حال أن يكونوا بعيدين عن والديهم عند التعرض لأي موقف يندرج تحت عصبة سلوك التحرش, والإيذاء الجنسي, أو محاولة استغلالهم بأي مما طرحنه عليهم من احتمالات حيث يكونون.
هؤلاء الأمهات نماذج تستحق الإشارة إليها, والإشادة بها, وإن جاءت مواقفهن في إطار الواجب, والدور, ومسؤولية الرعاية, لكنها من جانب آخر هي عمل جاد في التكاتف الجمعي مع منهج الأمن الوطني, وكفاح مؤسسته الفذة.