اليأس الحوثي بات واضحًا؛ فالمهزوم يريد النيل من المنتصر، والضعيف يتخبط بلا وعي، والهزيمة أفقدت كلاً من إيران والحوثي صوابهما، والصاروخ الباليستي الهالك المتهالك أشبه ببالونة هواء فارغة، تنفجر فيصدر عنها صوت بلا صدي. الهدف الإيراني الحوثي أصبح جليًّا، وانكشف أمام حتى القلة القليلة المغيبة من أشياعهم التي كانت تناصرهم، وتؤيدهم، بالرغم من إجماع الخبراء العسكريين على أن إطلاق صاروخ باليستي لا قيمة له؛ فهو قديم، بائد، انتهي عصره منذ أزمان، ولا يقارن بما تمتلكه المملكة من ترسانة عسكرية حديثة، بإمكانها أن تبيد كل ما فوق الأراضي اليمنية، لولا الوازع الديني والأخلاقي الذي تتحلى به القيادة السعودية في مواجهة الهمجية الحوثية والتطرف الصفوي الإيراني.
من وجهة نظري كمتابع ومراقب ومحلل لما يجري على الساحة، فإن الأمر أخطر من مجرد إطلاق صاروخ باليستي، تم اعتراضه من قِبل الدفاعات الجوية السعودية؛ فهو يتجاوز ذلك بكثير، ويتخطاه إلى الاستهانة بمشاعر ومقدسات أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، يشكلون 99.99 % من تعداد جموع المسلمين حول العالم. إن ما حدث دليل قاطع على فساد عقيدة الحوثيين، وخبث نواياهم؛ إذ لم يراعوا حرمة مكة المكرمة قِبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم.
علينا في المملكة الرد بقوة، وبعنف، دون رحمة، وبلا هوادة، واستئصال هذا الورم الحوثي الخبيث الذي يهدد أمننا، واستقرارنا، والذي ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه مجرد ذراع قذرة للعدو الصفوي الإيراني، تحركه ضد المملكة كيفما شاءت، ومتى شاءت؛ فليس بعد استهداف مكة والأراضي المقدسة بعد. قد يقول بعض منا إن للبيت ربًّا يحميه. نعم، لكن هذا كان في أزمان الجاهلية؛ إذ لا دولة، ولا حكومة، كنا وقتها مجرد قبائل متناحرة، وعصبيات متفرقة، تتقاتل على الكلأ، والماء، ولهو الصغار، أما الآن فما بالنا ونحن دولة تمتلك من الزاد والعتاد، ولها تأثيرها في مجريات السياسة العالمية.. لا بد من القضاء على العدو الحوثي الذي يريد إرغامنا على مجرد الجلوس والتفاوض؛ فلا جلوس مع قاتل، ولا تفاوض مع مجرم خائن.
إن حربنا ضد الحوثيين في الجنوب في يقيني هي حرب وجود، وليست حرب حدود، أو اختلاف مذهبي، أو سياسي؛ فالحوثي المدعوم من إيران الصفوية الفارسية المجوسية، وأطراف أخري تريد النيل منا، هذا العدو الحوثي لا يقبل إلا ببسط النفوذ الإيراني على مكة والمدينة، يسعى إلى أن يرفرف العلم الإيراني بدلاً من راية (لا إله إلا الله).
النصر المظفر حليفنا، هذا لا شك فيه، والنصر المبين بات قريبًا؛ لذا علينا جميعًا أن نصطف خلف قيادتنا الحكيمة بالدعم والمؤازرة {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا}. وعلى كل منا من خلال موقعه أن يظهر للعالم بالقول والرأي والفعل هذا الخبث الحوثي الإيراني، والاعتداء على بيت الله الحرام، الذي يعد أخطر من اعتداء أبرهة الحبشي. علينا أن نكشف خيانة أحفاد الخائن التاريخي أبي رغال؛ فالحوثيون جميعهم أبو رغال، وفي مقدمتهم رأس الخيانة ورمزها في العصر الحديث المخلوع علي عبد الله صالح الذي عولج في مستشفياتنا وبأموالنا، وها هو يحاربنا.