د. خيرية السقاف
قرفٌ أن يخدش ليلك أو صباحك نعيقٌ !..
أن ينبت عفن في حديقة عينيك !..
أن يصيبك دوّار من فجاءة سقوط أحد ما !..
قرفٌ أن يكون طعم حليب الصباح مُراً لأنّ ثمة نفس داكنة نفخت فيه !..
أن تحترق أمامك أوراق الحقيقة وأنت تفتح كتابها فلا تكاد تجد إلاّ رماداً !..
قرفٌ أن تختفي طيور المحبة من فضاء المحطات !..
في حين تعمّها غربان تنعق برحيل الطيبين من حولك!!..
قرفٌ أن تعتمر الرؤوس حيث تتجه قبعات الألقاب,
والصدور خواء!!..
قرفٌ أن تعلو كعوب الوصوليين,
تدك بعنوة الجهالة, وغباء الفراغ!..
قرفٌ أن يُعزف على وتر المواطنة لبلوغ المآرب,
وتعمية الغافلين!!..
قرفٌ أن تصغي لتجربة ممن لم يمر بها !!..
قرفٌ أن يغريك بعنوان كتاب من لم يقرأ الكتاب!..
أن يأخذك إلى مرعى من «لا ناقة له فيه ولا ثور» !..
قرفٌ أن تخنقك حرائق المثقفين,
وتفجعك سقطات المتعلمين!..
قرفٌ أن يدك جدارك واهنٌ,
وأن يعبث جوارك معتوه !!..
قرفٌ أن تصطف جنائز الأخلاق فيما يعتليها المدَّعون !..
وأن تحمل الجموع على الفوضى فتغرسها !..
وأن ينزوي المبدعون ,
ويتوحَّد بقصيدهم المتأملون!..
قرفٌ هذه اللوحة بمرآتها,
والأطر بخانقاتها !..
قرفٌ,.. قرفٌ ................!!
ولأنّ المقاصل لا تقتات القرف,
القيء وحده بوفرةٍ يتدافع !!..