عبده الأسمري
من بين سجلات التحقيق ووسط الأقسام الجنائية بدأ حياته ضابطاً يافعاً يضبط إيقاع «العمل الجنائي» في الشرطة ويرسم هوية «الفارين من العدالة» ويشكّل ملامح «الهاربين من النظام» حتى بات في وقت وجيز من أصحاب المهمات التي تحتاج خبيراً يفك طلاسم الجريمة ويحل ألغاز الجنايات. سار في درب «ضابط برتبة متخصص» و«رجل أمن بهيبة محقق» و«محقق بسمات قيادي» فنال عشرات المناصب ما بين الميدانية والمكتبية والتوجيهية حتى اعتلى المنصب الأول في سلم «الأمن» وبات القائد الجديد لمنظومة «الأمن الداخلي».
إنه معالي مدير الأمن العام الفريق عثمان المحرج الاسم البارز في سجلات الشرف الأمني كأحد أبرز المحققين وقادة «مراكز الشرط» ومدير عام مكافحة المخدرات الأسبق والذي تنوعت في سيرته «المناصب الأمنية» فنالها مقتدراً وخرج منها «مشعلاً الشموع» وراءه تاركاً إرثاً لا يرتهن إلا إلى لغة النتائج وقراءة المؤشرات.
بوجه تعلوه سمات الحزم والسلم وصفات الهيبة المسجوعة بالحكمة, وعينان نضاختان بالترقب وملامح تعلوها «سمات القيادة» وصوت جهوري تسكنه لهجة التوجيه وتتقاطر منه لغة المصطلحات الأمنية ولكنة خليطة بين «النجدية» و«الشمالية «يطل» المحرج» ببزته العسكرية المهيبة التي تملؤها نياشين الدورات وأوسمة المهمات وأنواط «الشرف» بين قيادات الأمن العام كأخ موجهٍ وقائدٍ مشاركٍ يرسم الخارطة الأمنية باكراً ليجلس مع مرؤسيه على طاولة واحدة في نهاية يوم مليء بالتفاعل والتشارك لجني ثمار العمل وتوزيع ابتسامات الرضا على المحتفلين بالإنجاز ونظرات الترقب لما سيجدول في مهام اليوم التالي.
تخرج المحرج من كلية قوى الأمن الداخلي عام 1398هـ، وعمل محققاً جنائياً في بداية حياته العملية، ثم ضابط بحث وتحري وتحقيق جنائي بشرطة منطقة الرياض، وعُين رئيساً لقسم التحقيق الجنائي في إدارة التحريات بشرطة الرياض. وعُين مديراً لمركز شرطة الزلفي، ومساعداً لمدير شرطة النسيم، ورئيسا للتحقيق بشرطة منطقة الرياض، ومديراً لمركز شرطة المطار، ومديراً لإدارة التحقيقات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض، ثم عُين مديراً لإدارة شؤون المكافحة بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات. والتحق المحرج بالعمل بوكالة وزارة الداخلية للشؤون الأمنية مستشاراً أمنياً، وعُين مديراً للإدارة العامة لمكافحة المخدرات عام 1428 ومديراً للأمن العام 1435ونال الثقة الملكية الكريمة بترقيته إلى رتبة فريق 1436 في الصباح الباكر وكعادته يتجه إلى مكتبة بالأمن العام راصداً في «أجنداته» التي اعتاد حملها العديد من الملاحظات التي نظرها بعين ثاقبة من الميدان تجاورها خطط وضعها بقلمه كأعمال يومية لا تحتمل التأخير.
اعتاد ضباط وضباط صف المكاتب الأمامية في مديرية الأمن العام ابتسامة جائلة يطلقها المحرج لرسم ملامح يوم تملؤه الحيوية موزعاً تحياته وكلماته راسماً في يومه دروساً عسكرية من التبادل المعنوي بين الجميع وهو ما صنعه المحرج من أصداء فاعلة في توظيف مبدأ فريق العمل الواحد.
لا يعترف المحرج بالعمل المكتبي بل يرى أن الميدان هو عمق الرؤية الواعدة لقرارات مفصلية في العمل الأمني فجدوله لا يخلو يومياً من عشرات المهام الميدانية ولا عجب فهو «حجر زاوية» في المنظومة الأمنية التخطيطية وهو الصوت المألوف يومياً لقيادات الأمن العام ومدراء الشرط الذي يراقب أداءهم ويترقب نشاطهم اليومي.
يعلم المحرج أن التاج والسيفين والنجمة التي يحملها على كتفيه تمثل شرفاً ونظاماً وتميزاً يحملها «الفريق» ليشكل واجهة من القرار وجهة من الاستقرار في منظومة عمل أمني لا يقبل الأخطاء ولا يعترف بالتقصير ولا يهدأ أبداً لذا شكّل «المحرج» في فترة عمله «غرفة عمليات بشرية» ترصد وتراقب وتقرر وتتابع بلغة الحذر وتفاصيل التحري وبرمجة التحقيق ونتاج الضبط وهو ما وظفه المحرج بكل اقتدار في قطاعات الأمن العام.
ولأنه مسكون بالتطوير نظير خبرته القيادية تمكن المخرج من إحداث نقلة نوعية في مستوى الدعم الأمني تقنياً وبشرياً إضافة إلى تطوير الكفاءات البشرية من خلال التدريب والتأهيل ورفع مستوى الأداء الأمني الفاعل والتركيز على الميدان وهيكلة الإدارات الأمنية والتقنية الإلكترونية والربط الآلي بين القيادات المكتبية والميدانية بشكل احترافي ولا تزال أجندات المحرج تمتلئ بالعديد من الأفكار والخطط التي ينوي تحويلها إلى بصمات خالدة تنشر الأمن وتوزع الأمان وتعكس الإشراقة المجيدة لقطاع الأمن العام في سجل الوطن وحياة المواطن والمقيم.