فهد بن جليد
معظم من وقعوا في المشاكل والالتزامات وخسروا أموالهم وأصدقاءهم، كانوا أشخاصا يخجلون من قول كلمة (لا) في اللحظة المناسبة، واستبدلوها بكلمة (حاضر، أبشر، ما يخالف، إن شاء الله، يسهل الله الأمور.. إلخ) من الكلمات الرديفة لكلمة (نعم)، فهم تعاطفوا مع صاحب الطلب دون تفكير، وجاملوا الآخرين على حساب أنفسهم، لذ سقطوا في تبعات ذلك مالياً ونفسياً معتقدين أن كلمة (نعم) ورديفاتها تمنحهم القبول أكثر من كلمة (لا) التي تنفر منك الآخرين..!.
عليك أولاً أن تعرف ماذا تريد؟ وهل ستمضي فيما طُلب منك؟ حدد موقفك عندما يطلب منك أحد المساعدة أو غيرها، ولا تقطع على نفسك وعداً لن تستطيع الوفاء به، تذكر أن إرضاء الجميع، وتلبية طلبات واحتياجات الكل أمر مستحيل، وضرب من الجنون، فالآخرون سيتقبلون ويتفهمون اعتذارك في (اللحظات الأولى) لتقديمهم الطلب، بينما تتناقص فُرص العذر مع مضي الوقت، وصدور مؤشرات (الفزعة والقبول) من قبلك، لا تشعر بالذنب عندما تقرر قول كلمة (لا) فلست مُخطئاً، ولست أنانياً، وهذا ليس تخلياً عمن هم حولك، قل لهم إن الظروف الآن غير مناسبة، ولعل هذا يحدث في فرصة قادمة لتلبي مثل هذا الطلب، مع الحذر من الإجابة الرمادية، فالأمر يحتاج موقفا صريحا وواضحا بقولك كلمة (لا) دون تبرير، دون أن يتناقض ذلك مع اختيارك لعبارات رديفة تشعر الذي أمامك أنك تأسف لعدم قدرتك على تحقيق طلبه!.
كلمة (لا) صعبة النطق في المرة الأولى، ولكنها في المرات القادمة ستكون جزءاً من (قوة شخصيتك) عندما لا تريد فعل أمر ما، لذا لا تُحمِّل نفسك فوق طاقتها لإرضاء من حولك، فقول (نعم) باستمرار دون تفكير، ليس من (لين الجانب) والتسامح في شيء، بل هو (باب استغلال) يتسلل منه الفضوليون والاتكاليون، للتنغيص على حياتنا دون أن نشعر..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.