«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
تنتشر في العديد من دول العالم وعلى الأخص في الغرب مسابقات غريبة وعجيبة، وتقام هذه المسابقات على هامش المهرجانات أو المناسبات أو خلال الإجازات والعطلات، أو على هامش افتتاح نشاط ما، ومن هذه المسابقات الغريبة مسابقات «السرعة في الأكل» أو من يأكل أكبر كمية من الطعام، وعادة ما تقام هذه المسابقات تحت رعاية المطاعم الشهيرة أو شركات الأغذية، وعندما تتاح لك الفرصة كما أتيحت لي خلال وجودي في إحدى الزيارات لأمريكا، شاهدت بالصدفة إحدى المسابقات ودهشت مثل غيري من الغرباء من الزوار والسياح وحتى المتسوقين، ونحن نشاهد كيف يأكل البعض من المشاركين من المتسابقين بسرعة غير معقولة وكيف يلتهم كل الكميات التي أمامه من الأكل؟!، والمثير للدهشة أن وقت المسابقة عادة محدد ولا يمكن تجاوزه، لذلك وحسب ما علمته بعد ذلك، أن هؤلاء المشاركين لدى كل واحد منهم معدة قادرة على تحمل هذه المأكولات، من خلال تدريب مسبق واستعداد لمثل هذه المسابقات.. وحسب مشاهدتي وما هو معلن ضمن برنامج المسابقة التنافسية الغذائية، لا يتجاوز الوقت المحدد والذي لا يتجاوز دقائق محدودة، وهناك كتيبات ومنشورات توزع على من يرغب في المشاركة في هذه المسابقات، توجههم إلى الكيفية المثلى التي تساعدهم على تحقيق نتائج إيجابية وناجحة مثل تدريب الفك وكيفية تناول الطعام بشكل أسرع، إرشادات متنوعة، وتجدر الإشارة إلى أن هناك أنواعاً مختلفة من مسابقات (الأسرع في الأكل) تخضع لنوعية الطعام الذي يجب تناوله في المسابقة، سواء أكان من أنواع اللحوم، أو الحلويات أو الفاكهة.. وهكذا ولكل نوع من الأطعمة وقت محدد لا يقل عن 8-10 دقائق؟! لذلك تتم مقابلة المشاركين والاستفسار منهم عن مدى استعدادهم وقدرتهم على المشاركة والدخول فيها، والمسابقة تعني مضغاً أسرع، وابتلاعاً أسرع.. هذا ولاحظت خلال مشاهدتي مسابقة الأسرع في الأكل، أنّ الجهة المنظمة للمسابقة قامت بتوفير كل الخدمات والاستعدادات الإسعافية والطبية، لذلك يتواجد في مهرجان الحدث والفعالية لمثل هذه الأنشطة والمسابقات فرق «تدخُّل سريع»، من باب الاحتياط ولسلامة المشاركين، والذي يتابع ما تنشره أحياناً هذه الصحيفة وغيرها ووسائل الإعلام المختلفة، عن وقوع بعض الحوادث المؤسفة خلال مثل هذه المسابقات «الأكلية»، ومن الأشياء المقززة أن هناك مسابقات لتناول الحشرات أو بعض الزواحف، ولقد توفي السيد «ارشيولد» من فلوريدا بعدوزه بمسابقة أكل «الصراصير».
وتوفي عام 2014م رجل في أكستر خلال مسابقة الأسرع في تناول (النقانق) ورغم نقله في سيارة إسعاف إلى المستشقى لكن كان موته أسرع..
وفي مارس من هذا العام 2016م توفي مواطن إندونيسي خلال مسابقة لأكل قطع الدجاج بجاكرتا، عندما اختنق بجناح دجاجة.. ولم تنفع محاولة إسعافه وإنقاذ حياته..؟!
والمشاهد لمسابقات «الأسرع في الأكل» يشاهد ذلك الحضور الكبير بل وعدد المشاركين من كلا الجنسين في بعض المسابقات.. التي تهدف إلى الإثارة والتشويق، ولكنها ورغم الاحتياطات فهي في ذات الوقت تتسبب في وفاة البعض من المتسابقين.